السبت، 5 نوفمبر 2011

الصحفي يموت .. ولكن الكلمة لا تموت


الصحفي يموت .. ولكن الكلمة لا تموت

رحلت أطوار بهجت هي و زملائها بالمس ,تاركة ورائها مساحة واسعة من البحث عن الحقيقة , و تساؤلات كثيرة تبحث عن أجوبة ؛ من احتل العراق ؟؟ ما هو الذنب الذي ارتكبه أهل العراق ؟؟ مالذي يسعون للوصول إليه من احتلال العراق ؟؟ من هو الذي نهب خيرات العراق ؟؟ من الذي دمر البنية التحتية في العراق ؟؟ من قتل أساتذة الجامعات و دمر الجسور و مراقد الأئمة ؟؟ من هم الذين شوهوا الحضارة الأصلية على ضفاف وادي الرافدين ؟؟
إن الذين دخلوا العراق من اجل جلب الديمقراطية لأبناء العراق هم الذين يسفكون الدماء صبح مساء في شوارع بغداد و الرمادي و ديالى و الموصل و في محافل الأفراح و الأتراح في النجف و كربلاء و سامراء و كركوك و البصرة و الناصرية .
إن الذين يقتلون الكلمة الحرة و يحاولون إسكاتها حتى و لو يقتل من يقولها لأنها توصل الحقيقة لجماهير الوطن العربي و العالم لتقول لهم إن الذي احتل العراق ليستولي على ثرواته هم الذين يحاولون إسكات الصوت العربي من قناة العربية كما حاولوا إسكات صوت الحقيقة عبر قناة الجزيرة , عندما أطلقت صواريخهم على الصحفي الأردني طارق أيوب –رحمه الله- و هو ينقل في بث حي مباشر من فندق المنصور في بغداد الهجمات الشرسة التي كانت تشنها الطائرات النفاذة , و تدك بغداد بأطنان  من الصواريخ  عاصمة العلم و الحضارة و العروبة و السلام  لنقول لهؤلاء الصحفيين كفى لنقل الواقع المر الذي يعيشه الشعب العراقي تحت دوي الطائرات و هدير الدبابات و تدمير الصواريخ و نقصا في الغذاء و الدواء و تشريد الشعب الآمن في بيوتهم و ديارهم .
ان الذي اعتدوا على مكتبات العراق و على جامعات و مدارس و بيت الحكمة و المجمع العلمي و المتحف العراقي و على ثروات العراق و نفط العراق الذي كان شعاره" نفط العرب للعرب" هم نفسهم الذين يقتلون الصحاب الكلمة الحرة من الصحفيين الذين يبحثون عن الحقيقة لإيصالها إلى الإنسانية  في كافة أنحاء المعمورة ليقولون لهؤلاء القتلة "العراق موحد بشعبه الواعي ليرفضوا بث بذور الفتنة الطائفية " لان الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه شعبا موحد الهدف و المصير و على اختلاف أطيافه و قواه السياسية و مذاهبه و قومياته شعبا تربطه أواصر المحبة و المصاهرة و المصير المشترك و التراث العربي الإسلامي الأصيل شعب أحب الحياة و يسعى للعيش بسلام و أمان  على أرضه متمتعا بثرواته .
إن الذين قتلوا أطوار بهجت ليسوا سوى زمرة من القتلة الإرهابيين المأجورين الذين "رام الله على قلوبهم" و عمى الله على أبصارهم  و خرجوا عن الإنسانية , فهم لا يمكن أن يكونوا مسلمين لا من السنة و لا من الشيعة و لا يمكن ان يكونوا عربا و لا أكرادا و لا تركمان و لا نصارى , أنهم الذين سعوا إلى احتلال العراق لنهب ثرواته و تخريب معالمه و طمس حضارته العربية الإسلامية الأصيلة .
إن الذين قتلوا أطوار بهجت و زملائها من قناة العربية هم الذين قتلوا علماء العراق و دمروا آثاره هم الذين اغتالوا الكلمة الحرة التي تعبر عن الرأي  و تنفل الحقيقة لتقول للعالم إن هناك شعبا عربيا أصيلا يستحق الحياة و يبحث عن سبيل العيش الكريم على أرضه رافضا كل مخططات التقسيم لأرضه و نهبا لثرواته و تجزئة لمحافظاته و تفرقة مقصودة لشعبه , لان هذا الشعب العربي الأصيل يحب الجميع و يسعى إلى التحرير من قبضة المحتل .
إن الذين قتلوا أطوار بهجت و زملائها بالأمس هم الذين قتلوا المصلين في مساجد الفلوجة و هم يستغيثون و دمهم ينزف, وهم نفسهم الذين قتلوا الأستاذ الدكتور محمد عبدا لله الراوي رئيس جامعة بغداد و رئيس لاتحاد الأطباء العرب و قتلوا أساتذة الجامعات من العلماء و المفكرين و أصحاب الرأي و الشيوخ و الأطفال.
اختلفت إشكال القتل في العراق و الدمار و التخريب و القاتل واحد على اختلاف الأساليب , لان العراق لولا الاحتلال لما أصبح مستباح الدم و الأرض و السماء و الثروات و الحضارة المتجذرة على مدار التاريخ و إنسانية العربي الأصيل فالقاتل واحد و أساليبه مختلفة و أدوات تنفيذه رخيصة هدفها تقسيم العراق وزرع بذور الحرب الطائفية بين شعبه الكريم ونهب ثرواته حتى يبقى المحتل أطول فترة زمنية ممكنة على ارض العراق مستغلا خبراته و ناهبا ثرواته و قاهرا إنسانية.
إن وحدة العراق و شعب العراق و ثروات العراق تجعل من العراق كما كان قويا و عمقا عربيا أصيلا , و هذا ما لا يريده المحتل الغازي فقد فشل المحتل في إشعال الحرب و الفتنة الطائفية بين اهل العراق في مجزرة جسر الأئمة و تفجيرات بيوت العزاء في بعقوبة و تدمير مساجد القائم و الفلوجة و الحسينيات في ديالى و الحلة و الكنائس في الكرادة و بغداد الجديدة و الموصل . و مراقد الإمامين الهادي و العسكري في سامراء .
إن الأعمال التي يقوم بها المحتل في إشعال حرب الفتنة الطائفية بين السنة و الشيعة و المسيحية تهدف إلى تدمير العراق و قتل أهله بأيدهم و ضرب عروبة العراق على ارض العراق بأيدي مأجورين لا يمدون إلى الإسلام و العرب بصله.
وان هذه الأعمال لا تزيد العراقيين إلا تماسكا و محبة و تحكيم العقل, رحم الله الأبرياء من الذين سالت دمائهم على ارض العراق من الصحفيين و الأساتذة و الأطباء و الأطفال و النساء و الشيوخ.
الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مغول هولاكو لونوا دجلة بالحبر والدم, ومغول العصريريدون خيرات العراق وعقوله وتلاحم شعبه
لكن ليعلموا ان جميع العراقيين هم منتظر الزيدي وعثمان علي العبيدي.
اصلك طيب وعروبتك صادقة يادكتور
سحر القاموسي

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا