الخميس، 17 نوفمبر 2011

الشعور الايجابي و الشعور السلبي





الشعور الايجابي و الشعور السلبي

الكثيرون عندما يولدون و يترعرعون و يعيشون في نطاق الأسرة تبدو لهم كأنها عمل تلقائي , و معظمنا عندما يولد لنا أطفالا ( بنين و بنات ) نتركهم أيضا لأشكال التنشئة الاجتماعية المتوازنة تربية الظروف الاجتماعية دون تدخل مباشر من الوالدين .
و في الأسرة الصغيرة التي انجذب طرفاها الزوج و الزوجة إلى بعضهما لأسباب أهمها تشابه الخلفية الاجتماعية  و النفسية يولد الطفل الجديد محكوما عليه سابقاً بخلفيات والديه ,فإذا كان والداه قد حرما من الرعاية في صغرهما فإنهما لن يستطيعا أن يقدما له هذه الرعاية ؛لذلك فإننا نرى في الحياة أشخاصاً يتصرفون اجتماعياً بطريقة مختلفة عما نتوقعه ... لماذا؟
لان توقعاتنا هي خبرتنا و تصرفاتهم هي خبرتهم , و عندما يشب الأطفال فإنهم يحملون خبرات أسرهم معهم ,هذه الخبرات محملة بما تحدده الأسرة منذ البداية حول ما هو الشعور الايجابي و ما هو الشعور السلبي؛ فقبول السلطة أو الخروج عليها و قبول التعاون مع الآخرين أو الانغماس في الفردية و السيطرة على الشعور السلبي كالغضب أو الحسد أو الغيرة على مثل هذا الشعور كل ذلك يرضعه الطفل من أسرته في سنواته الأولى, و إذا كان ثمة انحراف سلوكي للطفل في المستقبل فانه يتكون هناك تحت سمع الوالدين و بصرهما أو بسبب سلوكهما (بدون الانضباط الشخصي) الذي يلعب الأب دوراً مهماً في تلقينه للطفل و تحديد خريطة ما هو مقبول و ما هو ممنوع لا يستطيع الطفل أن يكوَن علاقات جيدة مع السلطة في المجتمع عندما يكبر, و الأوامر و النواهي الاجتماعية إن لم يتعرف عليها الطفل لا يستطيع أن يقبلها بعد ذلك ؛حيث كانت كل طلباته مستجابة , و كل ما يفعله مقبولاً,فهو لا يقبل بعد ذلك أي تحديد لهذا السلوك و عند ذلك فانه يقاوم أي سلطة تريد أن تحد من شهواته, و الخطورة لا تكمن هنا فقط؛ فعندما يوضع و هو رجل في موقف يحتاج فيه إلى ممارسة الانضباط, سيجد ذلك صعباً ؛فالسلطة مطلوبة بحب     و بحزم من الوالدين اتجاه الطفل, و الطفل الذي يعامل بهذه التوليفة يشب قادراً على اتخاذ القرار بعد الحوار   حوله , و عندما يتخذه يقوم بتطبيقه بجدية و هذا هو المطلوب في السلوك السوي ,فالطفل يحتاج إلى أخوة          و أخوات و أصدقاء يلعب معهم ,ليس من اجل اللعب فقط؛ و إنما من اجل أن يتعلم المشاركة و ضبط الشعور بالأنانية ؛ فالأطفال الذين لا يعرفون معنى ضبط هذا الشعور و ومعنى المشاركة لا يفهمونها عندما يواجهون بها في المجتمع و هم كبار.
خطوات الاستقلال عن الوالدة ثم عن الوالد_ أي الأسرة_ عملية  خطيرة في حياة الأطفال و المراهقين و دون اجتيازها بنجاح عن طريق فهم الوالدين بهذه الضرورة ضرورة الاستقلال و تسهيلها أمام أطفالهم قد تنتج عنها مضاعفات نفسية خطيرة للأطفال و عندما لا يحصل الأطفال على تلك الفرصة بشكلها الطبيعي ؛فإنهم يتحولون إلى التعلق المرضي بوالدتهم و عندما يتزوجون يحولون أزواجهم أو زوجاتهم إلى آباء و أمهات ؛ فالخلل في مرحلة النضج و الاستقلال تلك يواكب الناشئ طوال حياته و يخلق له المشكلات مع من يحتك بهم في المجتمع .
و تشجيع هذا النضج يجب أن يتم عن طريق حث الأم لطفلها في البداية للعبور إلى خبرة الوالد ثم حث الوالد للطفل إلى خبرة المجتمع عن طريق تشجيعه بالالتحاق بمجاميع من سنه , و كذلك تشجيعه على إنشاء علاقات صداقه مع أفراد من نفس الجنس .
فالفشل في العبور من مرحلة في سن الطفولة مع أب أو أم غير قادرين على هذه العملية الصغيرة عملية التنشئة الاجتماعية السليمة تورث الأطفال مصاعب نفسية قد لا تكون ظاهرة بل مختفية في نفوسهم .

الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

هناك تعليق واحد:

التلوث يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
عطوفة مدير التربية والتعليم المحترم
اشكرك على المقالة واتمنى من المعلمين والمعلمات ان يكون لديهم ثقافة ووعي في هذا الموضوع لان الطلاب ياتون الى الغرقة الصفية من بيئات وثقافات مختلفة وبعض المعلمين يتعاملون مع الطلبة على انهم من نفس بيئة المعلم وثقافته ويفترضون ان الطالب سلوكاته غير السوية هي بقصد ولكن قديكون هذا الطالب سلوكه الخطأ تربى عليه فعلى المعلم ان يساعد الطالب على تصحيح سلوكه وذلك من خلال الاساليب التربوية المتنوعة ومن خلال التركيز على القيم والاتجاهات في الغرفة الصفية وعدم الاقتصار على الاهداف المعرفية والمهارية فقط فالمدرسة هي البيت الثاني للطالب وقد يكون بحاجة الى ان تكون المدرسة
بيته الاول الذي يجد فيه الامان والطمانينة والتربية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا