الاثنين، 27 فبراير 2012

محو الأميّة الأبجدية والتقنية




محو الأميّة الأبجدية والتقنية

يصادف الثامن من ايلول من كل عام يوماً عربيا لمحو الأمية وتعليم الكبار، وإذ تحتفل الأردن من خلال الوزارات والمؤسسات التربوية المعنية بالتصدي لهذه الظاهرة حيث تقف كل عام في مثل هذا الوقت وقفه مراجعه وتقييم  للجهود التي بذلت في مجال القضاء على الأمية من بين أفراد المجتمع الأردني ونحن يحدونا الامل في الوصول الى اليوم الذي نحتفل فيه بوداع اخر مواطن امي، يودع اميته لينطلق في درب العلم، ودرب النور والمعرفة واستخدام التكنولوجيا ومواكبة العصر مستفيداً من الثورة المعرفية والتكنولوجية والاتصال والتواصل لمعرفة العالم، حيث اصبح العالم يعيش في قرية صغيرة لا يعرف اسرارها سوى المتعلم المستخدم للتكنولوجيا والمستفيد من خبرات الإخرين ويواجه العالم ظاهرة خطيرة وهي ظاهرة الأمية التي هي سبب التخلف والجهل والفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية الكثيرة جداً ، هذه الظاهرة تقلصت في الاردن الذي يستمد فلسفته التربوية من ثوابت الشريعة الاسلامية ومبادىء الثورة العربية الكبرى وتجارب العالم والتجربة الاردنية ورساله النهضة العربية تطمح الى تحرير الانسان العربي من التخلف ، وتؤمن بأن ظاهرة الامية هي من  اشد مظاهر التخلف خطورة فهي ترتبط بالانسان ، وتكوينه ، ومدى قدرته على المشاركة في عملية التنمية الشامله من اجل بناء مجتمع اردني متطور يواكب التغيرات المتسارعة التي تحدث في كل صباح وهنالك اعداد حرموا من حق اساسي لهم ، لم تتيح لهم الظروف للالتحاق بالمؤسسات التعليمية المختلفة وهو حق التعليم الذي هو حق اساسي مثل حق المأكل والملبس والحياة، وينعكس هذا الحق على جوهر الحياه.وتنفيذ الخطط التنموية التي لا يمكن  لها ان تحقق النجاح المرجو والمنشود والذي يطمح له المخططون في تحقيق اهدافها في ظل واقع يسوده نمط الانسان الأمي في حين ان الانسان هو هدف التنمية وهو وسيلتها وغايتها ومادتها فهو منها ولها وإن وجود هذه الظاهرة  يؤدي الى تعميق الهوة العميقة التي تفصل الانسان عن المعطيات الحضارية وانفتاحه عليها وتفاعله معها في المجتمعات المتقدمة والنامية .
والوزارات المعنية في مواجهة الأمية مسؤولة مسؤولية مباشرة عن محاربة الامية، ونحن نفتخر ونعتز بأن الاردن من افضل الدول العربية ودول العالم  في مجال تقليص اعداد الامية من خلال مجموعة كبيرة من برامج محو الامية في فتح مراكز تعليم الكبار والحث على الالتحاق بها من خلال الحملات الاعلامية المختلفة وما توفره من معلمين مؤهلين في التعامل مع الكبار وشمول الزامية التعليم وتطبيق التعليم الالزامي في جميع التجمعات السكانية ووضع منهاج خاص يتناسب مع تعليم الكبار.

ان محو الامية وتعليم الكبار ينبغي ان يتجاوز مواجهة الامية الابجدية الى مواجهة الامية الحضارية والتقنية والتكنولوجية حيث تكون الامية الابجدية من ضمنها. وهذا الشعار يظل بلا مضمون اذا لم تتكاتف جهود جميع المؤسسات المعنية في مواجهة الامية وتعليم الكبار الى تحديد مفهوم واضح لها يتسم بطابع الثقافة المرتبطة بحياة المواطنين وتنمية سلوكهم الاجتماعي والثقافي .
باعتبار ان التربية اداة التغير وهي وظيفة اقتصادية وعملية اجتماعية والتعليم والتربية حق مقدس للانسان وواجب عليه وان التربية هي الحياه بل مزيد من الحياه . حياه الانسان وتكوينه وتهذيب سلوكه وفي نظم المجتمعات وثقافتها. وان التعليم المستمر من المهد إلى اللحد حق أكدته مختلف الأديان السماوية وبخاصة الدين الإسلامي ومختلف المذاهب الفلسفية والمدارس الفكرية والتشريعات الدستورية للمجتمعات.

الدكتور عبدالكريم علي اليماني
Qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا