الخميس، 26 يناير 2012

المبادرة الهاشمية للمّ شمل أهل الرافدين



المبادرة الهاشمية للمّ شمل أهل الرافدين




المبادرة الهاشمية للمّ شمل أهل الرافدين

في الخامس عشر من الشهر الجاري يحتضن الأردن مؤتمر المرجعيات الدينية و القوى السياسية  و الشعبية العراقية بمبادرة هاشمية للم الشمل العراقي على ارض الأردن , بمبادرة من جلالة الملك عبد الله الثاني تقابل بالتثمين و التقدير و الاحترام ,فهذا هو دأب الهاشميون يحملون هموم الأمة العربية و الإسلامية , و يلمون الصف , و يعالجون القضايا العربية داخل البيت العربي , حيث قال هذا الشعار( معالجة مشاكل الأمة العربية داخل البيت العربي ) المغفور له- بإذن الله – جلالة الملك الحسين بن طلال عندما كان يصل الليل بالنهار , و يسعى لحل المشكلة العراقية الكويتية داخل البيت العربي , وعندما تقرر الحل العربي قال في مطلع خطابه المشهور قبل شن الهجوم العسكري على العراق بيوم واحد :" بأن العالم الآن يسير نحو هاوية سحيقة " .
و بعد ذلك اليوم الفاصل بين الجهود السياسية التي كانت تُبذل لحل القضية العراقية الكويتية    و الهجوم الأمريكي على العراق , تدخل الجميع في حل مشاكل الأمة العربية , و تفتيت الصف , و تفككت الأمة العربية , وهانت النفوس و أصبح القتل ثقافة يومية في العراق.

إن اللقاءات و المؤتمرات تعقد كل يوم صبح مساء , و التصريحات تبث عبر الفضائيات , و لكن الحال على ما هي عليه من سيء إلى أسوأ .
لقد جاءت مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني في عقد أول مؤتمر للقوى السياسية و القيادات الدينية خارج ارض العراق , وجاءت من حرص جلالته كل الحرص على جمع التيارات المختلفة على ارض العراق , وتوحيد الصف و الكلمة لما فيه خير و فائدة تعود على مصلحة الشعب العراقي على كافة المستويات .
إن الشعب الأردني يدعم هذه المبادرة و يباركها لجمع الصف العراقي على ارض الأردن ,     و إن اللقاءات المستمرة بين جلالته و المسؤولين  في الحكومة و بين الوزراء و البرلمانين العراقيين و رجال الدين و القوى الشعبية العراقية   لهي الطريق الوحيد لبحث العلاقات الثنائية و التعاون المستمر بين الأهل في العراق , ويحيي الحوار الذي يجعل هناك لغة مشتركة بين الأخوة و البحث عن حلول لمشاكل الشعب العراقي مع كافة مكونات الطيف السياسي في العراقي .
إن وحدة تراب العراق و شعبه هدف يسعى إليه جلالة الملك و حل المشاكل العالقة للأهل في العراق قبل احتلال العراق ,أي منذ ثلاث سنوات, و جلالته يواصل سفراته في العالم الغربي    و العربي لمتابعة الشأن العراقي وصولا إلى توحيد الصف , و تحقيق أهداف الشعب العراقي المنشودة في حياة يسودها الأمن و الاستقرار و توحيد الصف .
ثلاث سنوات انتهت من الاحتلال  الأمريكي للعراق و لم ينتصر في هذه الحرب احد سوء الطائفية في الانتخابات حيث أفرزت الكتل الشيعية و الكردية و السنية .
ثلاث سنوات من الدمار و الخراب و القتل و التشريد للشعب العراقي , ولم يتحقق لهم أي وعد من وعود الديمقراطية , وحقوق الإنسان التي حملتها لهم الجنود المحتلة .
ثلاث سنوات و دم الشعب العراقي ينزف و ارض العراق أصبحت مقبرة جماعية ارض الرافدين ارض الخير و البركة و الثروات الكثيرة , قبل ثلاث سنوات حدثت الحرب الأمريكية العراقية , و كانت التصريحات بان الحرب تنتهي في 21 يوما , وكانت الأرواح الشهيدة التي دافعت عن ارض العراق معروف من يقتلها , و بعد ثلاث سنوات أصبح القتل ثقافة يومية تمارس على الشعب العراقي , ولم يعرف من القاتل .
إن الذين يقتلون الأهالي العزل من الشيوخ و النساء و الرجال و الأطفال و الأساتذة و العلماء و الصحفيين هم نفسهم الذين احتلوا العراق..هم نفسهم الذين دمروا حضارة العراق العريقة...و هم نفسهم الذين يحاولون بكل الوسائل و الأساليب إشعال بذور الفتنة الطائفية ...وهم الذين لا يعرفون من هوالشعب العراقي ...وهم نفسهم الذين جعلوا من عاصمة الرشيد بغداد الجميلة ذات الهواء العليل و الحضن الدافئ مدينة العلم و العلماء بغداد السلام و الخير    و المحبة مدينة موحشة بعد ثلاث سنوات من الخراب و الدمار و العتمة الموحشة بعد أن كانت أكثر المدن إضاءة و ليلها أجمل ليل و نهارها حيوية و نشاط و صباحها من أجمل الصباحات , فهي ترقد على ضفاف دجلة و الفرات , حيث كانت تغني بها أجمل الأصوات , ووصفها عمالقة الشعر العربي بأجمل القصائد, و نخيلها الباسق يعانق السماء عنفوان و خيرا و بركة .
مدينة العلماء و الفلاسفة في بيت الحكمة في المؤتمرات و الندوات التي كانت ترفد العلم        و المعرفة بكل ما هو جديد في مجال الفكر و الفلسفة في المجمع العلمي و جامعات بغداد        و الندوات و الحلقات العلمية.

هذه المدينة التي تحتضن كل هذه المؤسسات العلمية و التربوية تعيش أسيرة بعد ثلاث سنوات من الاحتلال..أسيرة الجهل و القتل و الظلمة الدامسة ..أسيرة نقص الغذاء و الدواء..أسيرة سجن أبو غريب و الجاذرية ..أسيرة لأنها كانت تتنفس الأخوة و المحبة و التعاون و التسامح و الايخاء ..أسيرة لأنها كانت تتنفس العلم و السلام و الإيثار و توزيع الخيرات على الجميع لأنها لا تفرق بين السني و الشيعي ..أسيرة لأنها تحتضن العربي و الكردي و النصراني         و الصابئة , و لا تفرق بينهم..أسيرة لأنها لا تفرق بين الشمال و الجنوب بين التركمان و بين الاهوار..أسيرة لأنها ترفض الظلم و الاحتلال .

هذه بغداد الذي كان جلالة المغفور له –بإذن الله- الملك الحسين بن طلال يتنبأ بما آلت إليه أن العالم يسير نحو هاوية سحيقة عندما قالها قبل بداية الهجوم الأمريكي على العراق في تاريخ 16/1/1990 بعد أن تعذرت جميع المحاولات التي قام بها لحل القضية العربية داخل البيت العربي .

جاءت مبادرة جلالة الملك عبد الله الثاني لتواصل مسيرة الهاشميين في معالجة القضايا العربية داخل البيت العربي ,فها هو جلالة القائد يبادر لدعوة القوى الشعبية العراقية             و المرجعيات الدينية لمؤتمر ينعقد خارج ارض العراق بعد ثلاث سنوات من الحرب ارض الأردن ارض الوفاق و الاتفاق لحل مشاكل الأمة العربية و معالجة قضاياهم ببصيرة ثقافية         و ذكاء حاد من جلالة القائد الأعلى , و هذا دأب الهاشميين الشعور بمشاكل الأمة و محاولة حلها , آخذاً من قول المصطفى صلى الله عليه و سلم :" مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ".



الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا