الجمعة، 14 فبراير 2014

متى لا يكون الوقت متأخراً أبداً





  متى لا يكون الوقت متأخراً أبداً

في أحد الأيام و قبل شروق الشمس …. وصل صياد إلى النهر ، و بينما كان على
الضفة تعثر بشي ما وجده على ضفة النهر…
كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس و وضع شبكته جانبا ،
و جلس ينتظر شروق الشمس …

كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله . حمل الكيس بكسل و اخذ منه حجراً و رماه في
النهر ، و هكذا أخذ يرمى الأحجار….. حجراً بعد الآخر …..

أحب صوت اصطدام الحجارة بالماء ، و لهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر
…اثنان ….ثلاثة … وهكذا .

سطعت الشمس … أنارت المكان… كان الصياد قد رمى كل الحجارة ماعدا حجراً واحدا .
بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله…

لم يصدق عيناه …..

كان يحمل ماسة !!

نعم ….. ماسة …

 لقد رمى كيسا كاملا من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛
فاخذ يبكي ويندب حظه التعس.

لقد تعثرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب و تغيرها بشكل
جذري ، و لكنه وسط الظلام ، رماها كلها دون أي انتباه منه .

محظوظ هذا الصياد ، لأنه لا يزال يملك ماسة واحدة في يده……

كان النور قد سطع قبل ان يرميها هي أيضا …

——————

وقفة مع القصة :

عادة لا يكون الناس محظوظين هكذا ..

تمضي حياتهم كلها دون أن تشرق الشمس فيها .

لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبدا

يرمون كل ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!

الحياة كنز عظيم و دفين … لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها أو
تبذيرها ، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة …..

ليس مهما مقدار الكنز الضائع … فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛ فان
شيئا ما يمكن أن يحدث ….

شيء ما سيبقى خالداَ ….

شيء ما يمكن انجازه …..

ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخرا أبدا



  

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا