انتهت الامتحانات الثانوية العامة
بعد رحلة عناء طويلة وانتهاء مراثون امتحانات الثانوية العامة بدء هاجس العائلة في البحث عن مقعد جامعي يليق بالعائلة ومركزها الاجتماعي بين أبناء العشيرة فهل هو مقعد طب أم الهندسة
وغاب عن بال الأهل رغبة أبنائهم في دراسة تخصصات تتلاءم مع قدراتهم ورغباتهم في رسم مستقبلهم وأصبح تدخل الأهل تدخل مباشر في رسم مستقبل أبنائهم واختيار الكلية التي تعطي للوالدين ألقاب عندما يتخرج أبنائهم أو بناتهم بحيث يصبح أبو الدكتور أو أم المهندسة
إن هذا التفكير عنصر أساسي في إزدياد البطالة بشكل ملحوظ في كثير من التخصصات التي تم دفع الأبناء لها من قبل الآباء للمحافظة على ( برستيج ) العائلة ليحفظ مكانتها الاجتماعية.
طالما حكم اختيار الطالب لمستقبله الدراسي العلامات التي يحصل عليها في الثانوية العامة ونتائج المفاضلة، وطالما رأينا طلابا تستقر بهم الأمور في اختصاصات بعيدة كل البعد عن ميولهم ورغباتهم.
في المقابل أليس من المنطقي أن يختار الطالب أفضل ما يمكن، حيث أن الكليات التي تتطلب معدلات عالية تعبر عن انعكاس لطلبات سوق العمل، أي فرص أكبر لتأمين مستقبل أفضل وهنالك عامل مهم في تحديد نوع التخصص الذي يدخله بعض الطلبة ويعتد على الوضع المادي لبعض الأسر الذين يعتقدون بالإمكان دراسة ألي شيء طالما يملكون المال متناسين أن هنالك قدرات عقلية لا تشترى بالمال وهنالك معدلات ذكاء يدخل فيها عوامل وراثية تحدد المستوى العقلي والقدرات الذهنية وعلى أولياء الأمور احترام قدرات أبنائهم
إن هنالك تخصصات كثيرة بحاجة لها السوق المحلية والعربية وهي تعود على دارسيها بالعوائد المادية أكثر من تخصصات الطب والهندسة وهذا لا يعني أننا لم نعد بحاجة إلى تخصصات الطب والهندسة ولكن يجب أن نتركها لمن لديهم الرغبة الشديدة والقدرة العلمية التي تأهلهم للدخول إلى سوق العمل بكفاءة واقتدار .
إن اختيار الأبناء لمستقبلهم في ظل التوجيه والإرشاد من الأهل يعني اختيارهم الجريء لتحديد هويتهم العملية وتحملهم لنتيجة اختيارهم.
إن قبول الأبناء باختيار أبائهم هو إذعان لإرادة الأهل على حساب إرادتهم و سيبقى الأبناء يعانون من هذا القرار على امتداد حياتهم ويشكل لهم عقد نفسيه أسقطت عليهم من أبائهم وتبقى المتوالية الهندسية قبول الأبناء لإرادة الأهل في تحديد مستقبلهم .
لقد أن الأوان لنجعل لأبنائنا الحرية في اختيار مستقبلهم ودراستهم التخصص الذي يرغبون فيه ويتلاءم مع قدراتهم وإمكاناتهم ونحن بحاجة لكل التخصصات حتى نشكل المجتمع المتكامل لأن بعض التخصصات يجب دراستها وهي تشكل العلم الذي يعنى به فرض كفاية إذا تعلمه احد سقط عن الآخرين.
الدكتور عبدالكريم علي اليماني
Qream_alymany@yahoo.com
هناك تعليق واحد:
في زمننا هذا اصبحت فروع هع المعرفة لا تعد ولا تحصى وتنوعت التخصصات الجامعية وتعددت بما يتناسب مع الثورة العلمية الحاصلة في عصر الاقتصاد المعرفي الحالي ..كل ذلك وللأسف مازال مجتمعنا متشبثا بعقدة الدكتور والمهندس متجاهلا متطلبات المجتمع وحاجة الميدان ..من هنا تبزغ حاجتنا لأمثال الدكتور عبد الكريم ومقالاته الرائعة تلك بوركت مديرنا المتميز
هبة برهوش
إرسال تعليق