السبت، 1 فبراير 2014

علم الادارة مفاهيم وحقائق





 علم الادارة مفاهيم وحقائق

لمحة عن اهمية الادارة ودورهاعلى مستوى الفرد والجماعة :

بنظرة تاملية وواقعية في الحياة التي نعيشها نجد ان كل فرد يحيا في هذه الدنيا مطالب بان يبدأ بنفسه فيسعى الى ادارة ذاته ، وما اصعب ان يتحقق ذلك بشكل سوي ، فالبعض يرى ان هذه العملية تمثل معضلة من المعضلات الانسانية ، والبعض يرى ان الله سبحانه وتعالى خص شريحة كبيرة من الناس اصحاب القيم السامية والغايات النبيلة من المخلصين لوجهه الكريم على ادارة انفسهم ومحاسبة ذاتهم ، فما ان يخلد للراحه والنوم ليسأل نفسه : ماذا فعلت اليوم ؟ هل استطعت ان احقق كل مارميت اليه من غايات تعم علي وعلى اسرتي والمجتمع الذي اتشرف بالانتماء اليه بالخير والنفع . ان هذه القضية قضية ادارة الذات هي اسمى الفضائل وآداب النفس ، اذ انها تمثل علاقة الانسان بنفسه وبخالقه ، علاوة على انها تعطي تاكيدا لحقيقة يجب ان نؤمن بها جميعا الا وهي ان من لايعرف كيف يدير نفسه وذاته لايعرف ولن يعرف كيف يدير الآخرين . واذا تدرجنا في الحديث عن الادارة لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى لم يترك شيئا دون ان يقننه ليوضح لعباده الخيط الابيض من الاسود ، فامرنا بان كل راع مسئول عن رعيته ، ومن ثم فان ادارة حياة المجتمع الصغير الاسرة تتكلب حسن التخطيط والتدبير لها ، وحتمية التنظيم والتنسيق وتحديد الادوار لكل فرد فيها رفعا لشعار تسيم العمل وانتهاجا لفكرة التخصيص مع تحديد صلاحيات محددة وتحميل صاحبها مسئوليات بقدرها ، كما تقتضي ادارة الاسرة على الراعي واجب التوجيه الصحيح وتقديم النصح والارشاد تحجيما للاخطاء وتفاديا للعثرات وتجنبا للظواهر غير المرضية والمشاكل والتي قد تصل مع تفاقمها الى ما نسميه بالازمات.
ولعل ابرز ما يميز الانسان عن كثير من المخلوقات انه كائن اجتماعي بمعنى لاغنى له عن العيش مع الجماعة ، وعن الجهد المشترك لتسهيل امور معيشته في حباته المتحضرة والادارة وسيلة مهمة لتنظيم الجهود الجماعية فالادارة تقوم بدور العنصر المعاون الذي يتغلغل في جميع اوجه النشاط الانساني ويحتاجها الفرد كما تحتاجها المنشأة لان الادارة عملية جوهرية للمنشأة سواء اكانت تلك المنشأ صغيرة ام كبيرة تجارية ام صناعية اوزراعية وسواء كانت منشأخدمات ، ام شركة ام مشروعا فرديا ، فهي تطبق على جميع اوجه النشاط الانساني .
وحسن الادارة وكفائتها من الخصائص المهمة التي تمتاز بها المجتمعات المتقدمة صناعيا على المجتعات النامية فهي احدى الثروات غيرالملموسة لكل مجتمع من المجتمعات ، حيث اصبحت الاداره الكفؤة تعتبر عنصرا هاما من عناصر الانتاج ، عنصرا منشطا وحافزا كما يقول علماء الادارة ، حيث اصبح يمكن النظر الى عناصر الانتاج على انها خمسة :
(1)
القوى البشرية
(2)
المواد
(3)
الآلات والمعدات
(4)
المباني والانتاج
(5)
الادارة
ومع ان الادارة لاتدخل بصورة مادية في الانتاج الا انها ضرورية ومهمة لانها تعمل على تفاعل العناصر المادية الاخرى لينتج عنها ماهو مطلوب انتاجه من سلع وخدمات باقل مايمكن من الجهد والتكاليف أي بكفاية انتاجية عالية .
ويتالف الدور الذي تقوم به الادارة على مستوى المنشأة من تحديد الاهداف المطلوب الوصول اليها مسبقا وتوفير عناصر الانتاج العادية المطلوبة ووضع الموظف في الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته وخبراته وقدراته ، وهذا مايعبر عنه بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وكذلك تقوم باتخاذ القرارات لتحقيق الاهداف باقل ما يمكن من المال والجهد ، أي تحقيق مبدأ: الكفاية الانتاجية ( EFFICIENCY )
والفعالية ( EFFECTIVENESS )
بالاضافة الى حفز العاملين والتنسيق فيما بينهم لازالة الاحتكاك والتضارب والازدواجية فيما يقومون به من اعمال ، والعمل على وضع معايير محدد لقياس الاداء والتاكد من مدى تحقيق الاهداف واكتشاف الانحرافات واتخاذ مايلزم من اجراءات تصحيحية ، ومتابعة تنفيذ هذه الاجراءات للتاكد من ملائمتها لوضع الثواب للاكفياء وايقاع العقوبات بالمهملين في اعمالهم .
والجدير بالذكر ان الادارة من اقدم ما عرف الانسان فلا شك ان رؤساء القبائل والملوك والقادة العظام قد فهموا معنى الادارة فكانوا يديرون شؤؤن القبيلة او البلاد ويديرون الحروب ويديرون جهود غيرهم من الناس ولكن النظرة الحديثة ال الادارة انبعثت منذ اوائل القرن العشرين واصبحت الادارة تهتم بتحديد الكفاية الانتاجية أي الوصول الى هدف محدد باستعمال احسن الطرق في استغلال القوى البشرية والموارد المتيسرة باقل ما يمكن من المال والجهد .

تعريف الادارة MANAGEMENT:

عرفها العالم فريدريك تايلور ابو الادارة العلمية ومؤسس المدرسة الكلاسيكية بانها : المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال ان يعملوه ثم التاكد من انهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وارخصها .
وعرفها هنري فابول الذي يعتبر بحق الاب الحقيقي للاداره الحديثة بقوله : ان تقوم بالادارة معناه ان تتنبأ وان تطط وان تنظم وان تصدر الاوامر وان تنسق وان تراقب .
اما كنتز واودونيل فقد عرفا الاداره بانها : وظيفة تنفيذ المهامات عن طريق الآخرين .
واما تشستر برنارد احد علماء الادارة البارزين فعرفها بانها : ما يقوم به المدير من اعمال اثناء تأديته لوظيفته . 
وعن ماهية الادارة يقول د نبيل الحسيني : انها نشاط انساني يرمي الى تحقيق نتائج معينة باستخدام امثل لكافة الموارد المتاحة للمنشأ ف يظل المتغيرات والظروف البيئية - الداخلية والخارجية – المحيطة بها .
ويقول د سيد الهواري عن مفهوم الادارة : انها ذلك العضو في المؤسسة المسئول عن تحقيق النتائج التي وجدت من اجلها تلك المؤسسة سواء كانت المؤسسة شركة اومستشفى اوجامعة او مصلحة او وزارة .....الخ (  (

هل الإدارة علم ؟ ام فن ؟ ام كليهما معا ؟ :

ناقش مؤلفي كتاب المفاهيم الادارية الحديثة هذه المسئلة قائلين :
ان اعتبارنا للادارة علم يعني ان هناك قواعد واسس ونظريات علمية تحكم العمل الاداري وتسيره ، وان تطبيقها يؤدي الى نتائج محددة يمكن التنبؤ بها الى حد ما ، وهذه القواعد والنظريات يمكن تعلمها ودراستها في الكليات والجامعات ومن ثم يمكن تكبيقها على المءسسات والمنشآت بشكل يؤدي الى تحقيق اهداف هذه المؤسسات على اساس من الكفاية والفعالية ، اذا اعتبرناها كذلك يبقى السؤال المطروح هو :
هل كل من درس وتعلم النظريات والاسس الادارية يستطيع ان يطبقها بنفس المستوى من الفعالية ؟؟؟؟؟
والجواب هو : ان طبيعة العملية الادارية المعقدة تحتاج الى مهارة وخبرة ومرونة في التطبيق ، فالاداري يعتمد على مهاراته وابداعه وقدرته على التعامل مع العنصر البشري في تطبيق مبادئ الادارة ونظرياتها ، كما ان نجاحه يعتمد على مهارته في التطبيق وعلى مراعاة الظروف الواقعية المتغيرة .
ويخلص المؤلفون الى القول : ان الادارة علم وفن معا وان الجمع بين المعرفة العلمية والموهبة الشخصية من الامور الاساسية في تطوير كفاءات الاداريين وزيادة فعاليتهم ، فالنجاح الاداري يعتمد على دراسة وفهم الاسس والنظريات العلمية الادارية من ناحية والفن في تطبيقها وتطويرها من ناحية اخرى

الاستراتيجية والفكر الاستراتيجي في علم الادارة :

الاستراتيجية :
يرجع اصل كلمة استراتيجية STRATEGY الى الجيش حيث كانت تعني الخطة التى توضع لحماية الوطن وهزيمة الاعداء ،
وعندما انتقلت الكلمة ( استراتيجية ) الى المجال المدني تضمنت نفس المعنى تقريبا .
فالاستراتيجية هى خطة لزيادة حصة المنظمة على حساب المنافسين أي هزيمتهم في السوق .
كما ان الاستراتيجية في المنظمات التى لاتهدف الى تحقيق ربح تهدف الى زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر المتعاملين ، فهي انتصار على مستويات الاداء السابقة ومحاولة لزيادة رضاء المواطن والمستفيد من خدمات المنظمة التى لاتسعى لتحقيق الربح .

الفكر الاستراتيجي :
تحرص المنظمات الناجحة على نشر الفكر الاستراتيجي بين المديرين بحيث تعكس قراراتهم بعدا استراتيجيا يتمثل في زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء والمساهمين والمجتمع ككل .
ويعتمد التفكير الاستراتيجي على الابتكار وتقديم افكار جديدة يصعب المنافسين تقليدها الا بتكلفة عالية او بعد وقت كبير ، ومعظم الافكار الجديدة في مجال الادارة ظهرت في مناخ ديمقراطي يسمح باشتراك اكبر عدد من الافراد مع اعطائهم اكبر قدر من الحرية في التعبير عن آرائهم وعدم فرض اية قيود على الاقتراحات والافكار المقدمة منهم ، بل يتم تقييمها في مرحلة لاحقة لتقديمها لضمان وجود اكبرقدر ممكن من الافكار والمقترحات البناءة ، فكثير من الافكار الخلاقة بدأت بافكار كان من الصعب تصديقها .

الادارة الاستراتيجية :
تعرف الادارة الاستراتيجية بانها العملية التى تتضمن تصميم وتنفيذ وتقييم القرارات ذات الاثر طويل الاجل التي تهدف الى زيادة قيمة المنظمة من وجهة نظر العملاء والمساهمين والمجتمع ككل .
وتستخدم الادارة الاسترتيجية في المنظمات الحكومية والخدمية وفي المنظمات التى لاتهدف الى تحقيق ربح NONOPROFT ORGANIZATIONS لزيادة رضاء المتعاملين معها والمستفيدين من خدماتها .

الفرق بين الاداره العادية والاستراتيجية :
تختلف الادارة الاسترتيجية عن الادارة العادية في توجهها الرئيسي ، ففي حين تهتم الادارة العادية بالمنظمة من الداخل ، فان الادارة الاستراتيجية تهتم باالعميل والبيئة الخارجية .
وفي ظل هذا النوع من الادارة تدار المنظمة لصالح العميل فالادارة الاستراتيجية محاولة لتعديل اتجاهات المنظمة وجعلها اكثر ملائمة مع البيئة ا لخارجية ، ويتطلب ذبك رصد ومراقبة دائمة للاحداث الخارجية وما تتضمنه من تغيير ، وتقييم ذلك لمعرفة نحجم وقوة التغيير واتجاهه ، فان كان التغيير كبيرا بمعنى ان يخلق فرصة او يسبب تهديدا للمنظمة فعليها ان تضع استراتيجية تجعل المنظمة اكثر مؤائمة مع التغيرات التى حدثت في البيئة الخارجية .
وتتطلب الادارة الخارجية مجموعة من القرارات الاستراتيجية تتضمن تحركات هامة تشبه تحركات الشطرنج والتي يقوم بها اللاعب لمواجهة تحركات الخصم وخططه .
فالتحركات الاستراتيجية هي قرارات للرد على تحركات وقرارات المنافسين او قرارات تتخذ لمفاجئتهم .
ولاتغير المنظمة من استراتيجيتها مالم يكن هناك تغيير قد حدث في البيئة الخارجية ، ومعنى ذلك ان التغيير في البيئة الخارجية او توقع التغيير هو السبب الرئيسي والوحيد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية ،
فالمدير يقوم برصد التغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والتغييرات في سلوك المنافسين والموردين والعملاء ويتحرك استراتيجيا بكريقة افضل من المنافسين للاستفادة من التغيير الذي حدث ، باكثر مما يستفيده المنافسون منه ، والمخطط الاستارتيجي لا ينتظر التغيير ولكنه يتنبأبه ويعد المنظمة استراتيجيا لمواجهته . (

الادارة الاستراتيجية في الحياة الواقعية :
تتمثل الادارة الاستراتيجية في الحياة الواقعية في مجموعة من القرارات الاستراتيجية مثل اضافة منتج جديد ، او استبعاد منتج قائم ، او الدخول في نشاط جديد يختلف عن النشاط الحالى للمنظمة ، او اتخاذ قرار بالاندماج مع منظمة قائمة ، اوبدأ مشروع جديد بالاشتراك مع منظمة اخرى ، او اتخاذ قرار بالانفتاح على الاسواق العالمية ، او القيام بحملة اعلانية .
ويلاحظ ان القرارات التي تتضمن تغييرا داخل المنظمة لا تعتبر قرارت استراتيجة الا اذا كانت تهدف الى زيادة قيمة المنظمة ، وزيادة قدرتها التنافسية ، وزيادة حصتها في السوق ، وبمعنى آخر فلا يوجد تصنيف للقرارات الاستراتيجية والقرارات غير الاستراتيجية ، فقرار مثل اعادة التنظيم ودخال الحاسب الآلي وتبسيط الاجراءات وتدعيم وسائل الاتصال بين فروع المنظمة وغير ذلك من القرارات الداخلية البحته ، لاتعتبر قرارات استراتيجية اذا لم تستهدف زيادة قدرة المنظمة على التعامل مع البيئة الخارجية ولكنها تعتبر قرارات استراتيجية حينما تسهدف جعل المنظمة في وضع افضل للتعامل مع بيئتها الخارجية وجعلها اكثر قدرة على خدمة عملائها بطريقة افضل مما يستطيعه المنافسون . فالقرارت الاستراتيجية الداخلية هي التي تهدف التغلب على نقاط الضعف الداخلية وتنظيم استغلال نقاط القوة الداخلية بقصد زيادة قدرة المنظمة على استغلال الفرص الخارجية ومقاومة التاثيرات التى تفرضها البيئة الخارجية
وعلى سبيل المثال فان تدريب العاملين يعتبر قرار استراتيجيى اذا كانت المنظمة تدرب العاملين حتى يتملكوا المهارات والمعارف اللازمة لتحركاتها الاستراتيجية . اما المنظمة التى تدرب العملين لزيادة مهاراتهم بصفة عامة دون ربط التدريب بتحقيق اهداف استراتيجية محددة فان قرارات التدريب في هذه المنظمة قرارات غير استراتيجية .

الاتجاهات الحديثة للفكر الاستراتيجي في علم الاداره :

يعتمد الفكر الاستراتيجي الحديث على مفاهيم اساسية تعتبر المرشد الاساسي للمنظمات التى تسعى للفوز على المنافسين وزيادة قيمتها من وجهة نظر المتعاملين معها واهم اتجاهات هذا الفكر هي :
(1)
العولمة
(2)
الجودة الشاملة
(3)
زيادة اهمية العميل
(4)
نسبية الفرص والتهديدات والقوة والضعف 
ولعل المقام هنا لايسمح بالاطناب في شرح هذه الاتجاهات إذ ان المقصود هناهو اعطاء لمحات عن المفاهيم بصفة عامة ، ولكن من اراد التوسع يمكنة الرجوع الى المراجع التى سنذكرها لاحقا او كتب الادارة ذات الاختصاص .
ولكننا هنا سنورد تاليا بعضا من السمات التى يمكن ان تعرف بها المنظمات الآخذه بالفكر الاداري الاستراتيجي .
فمن هذه السمات :
وجودرؤية ووجود رسالة للمنظمة .
 

 د. عبد الكريم علي اليماني

Email:qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا