الأحد، 20 نوفمبر 2011

السلط مدينة الثقافة الأردنية


السلط مدينة الثقافة الأردنية لعام 2008

حين  تذكر المدن ...حين تذكر الأصالة ...حين يذكر الكرم والثقافة
أتذكر مدينة السلط...... حاضرة البلقاء
أجيال كثيرة... تذكر هذه المدينة
وتعرف أنها تستحق لقب مدينة الثقافة
فهي مثقفة بأبنائها وربوعها وسهولها
 وهي مثقفة بأشجارها... فهي تثمر عاما ...وتتوقف آخر... حيث تعمل على تحديد النسل.
السلط ...قلعة العلم... منارة الصبر... درع العطاء... سواعد أبنائها شقيت في سبيل إخراج هذه المنارة  إلى الوجود .
يحمل أبناء المدينة بين جنباتهم قاموس لمصطلحات الأدب التربوي والاجتماعي.
  أما السياسة ... فحدث ولا حرج...  فأهل السلط ...سياسيون بالفطرة ...
 حين يخطر على بالك ،فيما إذا أردت أن تتأمل نفسك والوطن... فليس احلى من صوت ديك يردد لحن الوفاء للوطن ...وحبات تين ندية خيّرة ...خيرة أهل السلط... ورغيف من الخبز (الشراك) رقيق... رقة قلوب أبناء المدينة.
 لا يتردد أبو محمود أن يدعو جيرانه لشرب كوب من الشاي ، يتجاذب معهم أطراف الحديث عن الموسم الزراعي – عن احتباس المطر... عن السياسات السوداء في البلاد الخضراء...
عن ... عن... ( خابر يا أبو علي أيام زمان..)
أما إذا ما حدث شيء طارئ فترى أهل السلط يتسابقون شيوخ ورجال وأطفال ونساء
للنجدة والمساعدة.
 ليس لمصطلح الغربة وجود في مدينة السلط ...فأنت بين أهلك... تشدك الأصالة إلى أعماق الحضارة ...كما تشد جذور الأشجار أغصانها وسيقانها ... تتوطد... تأتلف لا تختلف...  وتختلف كي تأتلف .
وأبناء السلط أو من شرب من مائها...عين حزير – الجادور  أينما توجهوا أو طالت بهم المسافات وازدانت بهم العواصم يحنّون إلى بلدهم... يرجعون إليها وقد ملأهم الشوق إلى حاراتها ودكاكينها ...
عملتهم مختلفة ....مد من القمح....صاع من الشعير ...كوز من التمر
وان كانت حبة الفول تقسم إلى قسمين في تراثنا فإنها في السلط قد تقسم إلى ثلاثة أو خمسة أقسام فيما إذا كان المتقاسمون جيران.
والدّين عند السلطيين ...المعاملة – لا أحزاب ...لا طوائف... لا تقسيمات عنصرية .
 أهل لا سياج.. ولا حدود ...ولا يستباح لهم حمى ...وزاد أهل السلط طعم وحلا... هال يفوح من بين حباته .
التآلف الاجتماعي بين سكان المدينة يجذبك نحو الجذور... هذا فلان ابن فلان ...وهذه أخته أمها فلانه ...العناوين في مدينتي  مختلفة – يقع بيت فلان قرب الحجر الطايح ...اويأتي إليك أهل المثلث الأعوج يناشدونك بناء مدرسة في حيّهم ...وإذا ماقصدت بيت زيد نادتك أخته ...أخت الرجال ...تفضل دونك دلال القهوة ... صب واشرب.
تشتهرعاصمتي السلط بقواميسها
فللعشق قاموس... وللعطوة قاموس...
لاستقبال الراحلين ...قاموس
للمطر عند أهل مدينتي طقوس...
يا الله غيثك ياربي............. تسقي كرمنا الغربي
للأعياد قواميس وطقوس خاصة... تتمنى ألا تغيب عن المشاركة فيها...ولو لم يسعفك الحظ في حضورها الشخصي فانك حاضر معهم بكل أحاسيسك
وإذا ما تجولت  في شوارع مدينتي... وجدت جماعات وفرق... يلبسون الطواقي – يضعون نظارات شمسية وقمرية ... يحملون أنواعا فائقة من الكاميرات ...عيونهم تتلفت يمنة ويسرة ... لا يمرون عن شيخ كبير... أو طفل صغير... إلا وبادلوه التحية.... هاي .. السلام عليكم ...
أطياف من البشر عرفوا قيمة مدينتي... وشدوا الرحال إليها ...وقطعوا مسافات بعيدة
ونحن نتكئ على حجر في ساحة المدينة ...أو نتربع على بكسه في شارع الحمام... ولم ندرك قيمة بلدنا ...عراقتها... أصالتها.. هواءها... حجارة أبنيتها... فهي مدينة سياحية... تموج في جنباتها أطياف السياحة ...هذا بيت أبو جابر... وهذه عقبة الفار... رموز ومعالم سياحية تاريخية لها قصص وحكايات .
من اجل ذلك... ولأجله... تستحق مدينة السلط ...أن تكون عاصمة الثقافة الأردنية لعام 2008 م وستبقى عاصمة الثقافة العالمية... أدبا وخلقا وعلما ومعتقدات... إلى ما لانهاية .
لكل شيء أو حدث في مدينة السلط معنى... وله أهزوجة ...موسم حصاد القمح له تراتيل ..  وقطاف ثمار الزيتون له أهازيج .
تستغيث .. وتدعو الله ...  أن يحفظ السلط ...
                                ويحفظ الأردن
                                ويحفظ جلالة الملك الباني عبد الله الثاني بن الحسين ..



ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا