الجمعة، 11 نوفمبر 2011



تباً للمستحيل

هذا الشعار الذي يجعل الإنسان متشبث بالحياة و إن الإنسان يعيش على الأمل و يجعل من الإنسان الاعتماد على الله في كل ما يصيبه متخذا من قول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث القدسي " لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يصيبك بشيء لن يضروك  بشيء قد كتبه الله لك , و لو اجتمعت الإنس و الجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام و جفت الصحف ".
هذه الخاطرة جاءت لتقول للأخ الزميل محمد طمليه الذي يعطي صورة حقيقية للإنسان المسلم الذي يعتمد على الله في كل ما يصيبه, مؤمن بان ما يصيبكم إلا ما كتبه الله لكم و إن الإنسان كلما سلم عقله فان جميع أعضاء جسمه تعمل بأمر عقله و ما الأمراض إلا رحمة من          الله , و قال تعالى : " إذا مرضت فهو يشفين " .
أخي العزيز إن الدراسات العلمية أثبتت إن جهاز المناعة في جسم الإنسان يزداد قوة كلما كان الإنسان عنده أمل بالحياة و منسجما مع نفسه في مقاومة الأمراض ,و إن الحياة تستمر بالتفاؤل في نفوس القراء الذين تابعوا زاويتك على مدى أكثر من عشر سنوات و تزينها صورتك الجميلة المرسومة بالخط الكاريكاتوري الذي يمنح الأمل للجميع على صفحة الغلاف من جريدة العرب اليوم .
و أنت عزيزي أكثر إنسان استطعت أن تصف حالتك عندما قلت في مقالك المعبر و المؤثر تداعيات رجل أصلع "ما زال لي أظافر أتشبث بها في الحياة " أي يعني أن الحياة جميلة و أن المرض بقدرة الله سبحانه و تعالى يشفى و إن الأمل كبير يا عزيزي يا صاحب القلم الذي لا ينضب و صاحب الفكر القوي كم من جملة في مقالاتك كانت عنوانا كبيرا تحمل في طياتها معاني و دلالات كبيرة .
ندعو الله العزيز القدير أن يمنحك القوة و التحمل, أعانك الله و منحك الأمل و الدعاء لله تعالى  بالشفاء العاجل و بطول العمر و أن يمنحك الصحة و العافية و أن تدوم إلى قرائك الذين يعزونك , و إلى أسرتك الخاصة و أصدقائك الذين يحبونك و عائلتك الأردنية الكبيرة .

" إذا أحبَ الله عبداً أصاب منه " أي ابتلاه الله في المرض أو المال أو الأبناء .

وان الله ابتلى سيدنا أيوب عليه السلام بالمال و الأهل و الولد حتى وصل الأذى أن يمنعه عن ذكر الله , فدعا الله تعالى " إني قد مسني الضر,فارحمني و أنت ارحم الراحمين"فأبدله الله أهلا و مالاً و ولداً خيراً من أهله و ماله وولده و عاد إلى حياته الطبيعية و استمر بدعوته إلى الله ,  وما ذلك إلا بفضل نعمة الصبر و التحمل, فاصبر يا أخي على ما أصابك ,إن الله مع الصابرين .
و دعا الله رسوله صلى الله عليه و سلم و قال" له اصبر  كما صبر أولي العزم من         الرسل ", و كان مثالا يحتذى به في الصبر , و في غزوة حنين هرب الجيش كله و لم يبقى مع الرسول صلى الله عليه و سلم إلا ستة من المخلصين من الصحابة في بداية المعركة و كان أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم يقولون إذا اشتد و حمي الوطيس "كنا تختبئ وراء الرسول صلى الله عليه و سلم" و كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم يواجه الأعداء وجها لوجه    و هو يتحمل أصعب الظروف التي تمر بها المعارك, فاصبر يا أخي على مرضك آخذا من الرسول صلى الله عليه و سلم  قدوة حسنة بالصبر متمثلا بقوله تعالى " و العصر إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين امنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر"

الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا