السبت، 15 فبراير 2014

قصة تيدي ستودارد



قصة تيدي ستودارد 
 
حين وقفت المعلمة أمام الصف الخامس في أول يوم تستأنف فيه الدراسة، وألقت على مسامع التلاميذ جملة لطيفة تجاملهم بها، نظرت لتلاميذها وقالت لهم: إنني أحبكم جميعاً، هكذا كما يفعل جميع المعلمين والمعلمات، ولكنها كانت تستثني في نفسها تلميذاً يجلس في الصف الأمامي، يدعى تيدي ستودارد.
لقد راقبت السيدة تومسون الطفل تيدي خلال العام السابق، ولاحظت أنه لا يلعب مع بقية الأطفال، وأن ملابسه دائماً متسخة، وأنه دائماً يحتاج إلى حمام، بالإضافة إلى أنه يبدو شخصاً غير مبهج، وقد بلغ الأمر أن السيدة تومسون كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر عريض الخط، وتضع عليها علامات x بخط عريض، وبعد ذلك تكتب عبارة "راسب" في أعلى تلك الأوراق.
وفي المدرسة التي كانت تعمل فيها السيدة تومسون، كان يطلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ، فكانت تضع سجل الدرجات الخاص بتيدي في النهاية. وبينما كانت تراجع ملفه فوجئت بشيء ما!!
لقد كتب معلم تيدي في الصف الأول الابتدائي ما يلي: "تيدي طفل ذكي ويتمتع بروح مرحة. إنه يؤدي عمله بعناية واهتمام، وبطريقة منظمة، كما أنه يتمتع بدماثة الأخلاق".
وكتب عنه معلمه في الصف الثاني: "تيدي تلميذ نجيب، ومحبوب لدى زملائه في الصف، ولكنه منزعج وقلق بسبب إصابة والدته بمرض عضال، مما جعل الحياة في المنزل تسودها المعاناة والمشقة والتعب".
أما معله في الصف الثالث فقد كتب عنه: "لقد كان لوفاة أمه وقع صعب عليه.. لقد حاول الاجتهاد، وبذل أقصى ما يملك من جهود، ولكن والده لم يكن مهتماً، وإن الحياة في منزله سرعان ما ستؤثر عليه إن لم تتخذ بعض الإجراءات".
بينما كتب عنه معلمه في الصف الرابع: "تيدي تلميذ منطو على نفسه، ولا يبدي الكثير من الرغبة في الدراسة، وليس لديه الكثير من الأصدقاء، وفي بعض الأحيان ينام أثناء الدرس".
وهنا أدركت السيدة تومسون المشكلة، فشعرت بالخجل والاستحياء من نفسها على ما بدر منها، وقد تأزم موقفها إلى الأسوأ عندما أحضر لها تلاميذها هدايا عيد الميلاد ملفوفة في أشرطة جميلة وورق براق، ما عدا تيدي.
فقد كانت الهدية التي تقدم بها لها في ذلك اليوم ملفوفة بسماجة وعدم انتظام، في ورق داكن اللون، مأخوذ من كيس من الأكياس التي توضع فيها الأغراض من بقالة، وقد تألمت السيدة تومسون وهي تفتح هدية تيدي، وانفجر بعض التلاميذ بالضحك عندما وجدت فيها عقداً مؤلفاً من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر ليس فيها إلا الربع فقط.. ولكن سرعان ما كف أولئك التلاميذ عن الضحك عندما عبَّرت السيدة تومسون عن إعجابها الشديد بجمال ذلك العقد ثم لبسته على عنقها ووضعت قطرات من العطر على معصمها. ولم يذهب تيدي بعد الدراسة إلى منزله في ذلك اليوم. بل انتظر قليلاً من الوقت ليقابل السيدة تومسون ويقول لها:
إن رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي! !
وعندما غادر التلاميذ المدرسة، انفجرت السيدة تومسون في البكاء لمدة ساعة على الأقل، لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها، ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة!، ومنذ ذلك اليوم توقفت عن تدريس القراءة، والكتابة، والحساب، وبدأت بتدريس الأطفال المواد كافة "معلمة فصل"، وقد أولت السيدة تومسون اهتماماً خاصاً لتيدي، وحينما بدأت التركيز عليه بدأ عقله يستعيد نشاطه، وكلما شجعته كانت استجابته أسرع، وبنهاية السنة الدراسية، أصبح تيدي من أكثر التلاميذ تميزاً في الفصل، وأبرزهم ذكاء، وأصبح أحد التلايمذ المدللين عندها.
وبعد مضي عام وجدت السيدة تومسون مذكرة عند بابها للتلميذ تيدي، يقول لها فيها: "إنها أفضل معلمة قابلها في حياته".
مضت ست سنوات دون أن تتلقى أي مذكرة أخرى منه. ثم بعد ذلك كتب لها أنه أكمل المرحلة الثانوية، وأحرز المرتبة الثالثة في فصله، وأنها حتى الآن مازالت تحتل مكانة أفضل معلمة قابلها طيلة حياته.
وبعد انقضاء أربع سنوات على ذلك، تلقت خطاباً آخر منه يقول لها فيه: "إن الأشياء أصبحت صعبة، وإنه مقيم في الكلية لا يبرحها، وإنه سوف يتخرج قريباً من الجامعة بدرجة الشرف الأولى، وأكد لها كذلك في هذه الرسالة أنها أفضل وأحب معلمة عنده حتى الآن".
وبعد أربع سنوات أخرى، تلقت خطاباً آخر منه، وفي هذه المرة أوضح لها أنه بعد أن حصل على درجة البكالوريوس، قرر أن يتقدم قليلاً في الدراسة، وأكد لها مرة أخرى أنها أفضل وأحب معلمة قابلته طوال حياته، ولكن هذه المرة كان اسمه طويلاً بعض الشيء، دكتور ثيودور إف. ستودارد!!
لم تتوقف القصة عند هذا الحد، لقد جاءها خطاب آخر منه في ذلك الربيع، يقول فيه: "إنه قابل فتاة، وأنه سوف يتزوجها، وكما سبق أن أخبرها بأن والده قد توفي قبل عامين، وطلب منها أن تأتي لتجلس مكان والدته في حفل زواجه، وقد وافقت السيدة تومسون على ذلك"، والعجيب في الأمر أنها كانت ترتدي العقد نفسه الذي أهداه لها في عيد الميلاد منذ سنوات طويلة مضت، والذي كانت إحدى أحجاره ناقصة، والأكثر من ذلك أنه تأكد من تعطّرها بالعطر نفسه الذي ذَكّرهُ بأمه في آخر عيد ميلاد!!
واحتضن كل منهما الآخر، وهمس (دكتور ستودارد) في أذن السيدة تومسون قائلاً لها، أشكرك على ثقتك فيّ، وأشكرك أجزل الشكر على أن جعلتيني أشعر بأنني مهم، وأنني يمكن أن أكون مبرزاً ومتميزاً.
فردت عليه السيدة تومسون والدموع تملأ عينيها: أنت مخطئ، لقد كنت أنت من علمني كيف أكون معلمة مبرزة ومتميزة، لم أكن أعرف كيف أعلِّم، حتى قابلتك.
(تيدي ستودارد هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستودارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية).
إن الحياة ملأى بالقصص والأحداث التي إن تأملنا فيها أفادتنا حكمة واعتباراً. والعاقل لا ينخدع بالقشور عن اللباب، ولا بالمظهر عن المخبر، ولا بالشكل عن المضمون. يجب ألا تتسرع في إصدار الأحكام، وأن تسبر غور ما ترى، خاصة إذا كان الذي أمامك نفساً إنسانية بعيدة الأغوار، موّارة بالعواطف، والمشاعر، والأحاسيس، والأهواء، والأفكار. أرجو أن تكون هذه القصة موقظة لمن يقرؤها من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات، والأصدقاء والصديقات.

السعادة جزرة


السعادة جزرة !! 

سعادة شابة لم تتجاوز العاشرة من عمرها كانت مغرمة بالأرانب محبة لها أقصى ما تتمنى أن تشتري أرنبا وتقضي وقتها ملازمة له ما بين ملامسة وملاعبة ومشاهدة..
وبالفعل حقق لها والدها أمنيتها حيث اشترى لها أرنبا كبيرا قد غطى الفرو جسمه الجميل ,فرحت سعاد بهذا الأرنب سعادة غامرة وأخذت تبالغ في الاعتناء به حيث كانت تقدم له أشهى أنواع الطعام فمرة تأتي له بالبرجر وأخرى تحضر له لحما مشويا وثالثة تقدم لها سمكا مقليا ولكن للأسف أن الأرنب كان يأنف من تلك الأطعمة وبمجرد ما تضعه سعاد أمامه يهرب وينفر منها وقد ساءت صحته وتردت أحواله وفي المقابل كانت تلك التصرفات تثير غضب سعاد وفي الأخير قررت معاقبة هذا الأرنب الجاحد بان تتوقف عن تقديم تلك المأكولات الفاخرة له ومعاقبته بأن تطعمه جزرا, ردعا له وانتقاما من سوء تصرفه!

ألقت بحزمة الجزر عنده وذهبت وتركته , ومباشرة هجم الأرنب على الحزمة وبدا يأكل منها بكل شراهة واستمتاع! واستمرت في معاقبته أياما بإطعامه الجزر وبعد هذا كان المفاجأة!! حيث استرد الأرنب عافيته وبدا يقترب أكثر من سعاد يقفز حولها فرحا وعندها فقط اكتشفت سعاد أن السر في الجزر!
وأنت أختي الكريمة وأنت أخي الكريم يلزمك أن تعرفي جزر الشريك ما يعجبه وما لا يعجبه فليس بالضرورة أن الأشياء التي تعجبه تكلف مالا كبيرا أو وقتا طويلا أو جهدا عظيما وليس بالضرورة أن ما تحب وتعشق يحبه الشريك.



حلم تحقق




 
حلم تحقق

كان الراكب بجانبي في الطائرة رجلاً كبيراً في السن، من بريطانيا.. عرف نفسه بأنه يعمل مستشاراً في واحدة من كبرى الشركات السعودية..


حينما عرفته بنفسي وأنني مهتم بالطفولة.. قال لي وهو يبتسم:

“سأخبرك إذن قصتي مع ولديّ”..


هذا الرجل لديه ابنان..

حينما كان ابناه في المرحلة الابتدائية العليا.. لاحظ عليهم قلة اهتمامهم بدروسهم..

فأخذ يوماً يتحدث معهما.. وكان يعرف شغفهما الشديد بالسيارات.. فسألهما عن السيارة التي يريدان اقتنائها عندما يكبران.. فهتف الاثنان سوية: “فيراري!”..

فقال لهما على الفور: “إذن ما رأيكما أن نذهب الآن ونشاهد السيارة الفيراري التي ستشتريانها؟”..

وطار الولدان من الفرحة.. وبالفعل أخذهما والدهما إلى معرض سيارات فيراري.. دخلوا المعرض.. واستقبلهم البائع.. وحين سأل الأب كيف يمكن أن يساعده أجابه الأب: “ولداي يريدان شراء سيارتي فيراري”..

قال لي الأب بأن الحظ ساعده يومها بأن البائع فهم الرسالة.. وتعامل بكل ود معهم.. فأخذ يعامل الولدان وكأنهما مشتريان حقيقيان.. قال لهما بأن يختارا السيارة التي يريدان.. وبالفعل اختار الولدان إحدى السيارات المعروضة.. وأخذا يتأملانها ويتلمسانها بكل شغف..

ثم عرض البائع عليهما أن يفتح السيارة وأن يجلسا فيها ويشاهداها من الداخل..

وكاد الولدان حينها أن يجنّا من الفرحة..

دخل الولدان سيارة الفيراري وهما لا يكادان يصدقان نفسيهما.. أخذا يتبادلان الجلوس خلف المقود ويمثلان وكأنهما يقودان السيارة..

كان يوماً لا ينسى..

ثم شكر الأب البائع.. وقبل أن يغادروا صالة الفيراري.. قال الأب لولديه: “لقد نسينا أن نسأل عن قيمة هذه السيارة”؟.. والتفتوا إلى البائع وسألوه عن السعر.. وسأله أيضاً عن قيمة القسط الشهري لو أرادوا شراء السيارة بالأقساط.. ثم طلب الأب من ولديه أن يسجلا هذه المعلومات على ورقة ويحتفظا بها..

***

حينما عادوا إلى المنزل.. كان الولدان يتحدثان طول الوقت عن السيارة التي شاهداها.. كانا مفعمين بالإثارة.. جلس حينها الأب معهما وبدأ في الحديث.. قال لهما أن هذه السيارة غالية الثمن.. وأنه إذا أرادا الحصول عليها أن يكونا في وظيفة مرموقة حينما يكبران، تدر عليهما دخلاً جيداً.. حتى يتمكنا من دفع القسط الشهري المرتفع..

وبحسبة بسيطة معهما حددوا سوية كم يجب أن يكون الراتب الشهري لمن يريد أن يشتري سيارة الفيراري..

***

في اليوم التالي.. اتجه الأب مع ولديه إلى المكتبة العامة..

هناك استعرضوا التقارير السنوية عن معدل دخل مختلف الوظائف في بريطانيا.. وقاموا بإلغاء كل وظيفة يقل دخلها عن الدخل الذي حددوه بالأمس لشراء سيارة أحلامهم.. وفي النهاية توصلوا إلى عدد قليل من الوظائف.. أوضح لهم الأب أن الحصول على إحدى هذه الوظائف سيضمن لهما الوصول لهدفهما..


ثم، وعن طريق المعلومات المتوفرة في المكتبة.. حددوا سوية كيف يمكن لأي شخص أن يصل إلى واحدة من هذه الوظائف، ما هي الشهادات المطلوبة.. وعن طريق أي كلية أو جامعة يمكن الحصول على هذه الشهادات.. وبالتالي كونوا قائمة أخرى بالجامعات والكليات مرتبطة بالقائمة الأولى..

بعد ذلك أخذوا يبحثون عن متطلبات القبول في هذه الجامعات والكليات، من معدل دراسي وما إلى ذلك.. وسجلوا كل ذلك في قائمة ثالثة..

ثم عادوا إلى المنزل..

جلس حينها أبوهم معهم.. وناقشهم في كل ما قاموا به.. وهو يغذي حلمهم الكبير.. ثم قال لهم أن أول خطوة عليهم أن يقوموا بها الآن ليصلوا إلى ما يريدون هو أن يتفوقوا في دراستهم ليحصلوا على الدرجات المطلوبة التي ستؤهلهم للدخول في الجامعات المذكورة في القائمة..

ثم تركهم أبوهم مع كل هذه القوائم التي أعدوها سوية..

***

ترى كيف كانت نتيجة كل هذه الحكاية الطويلة؟

قال لي أبوهم أن ولديه، ومنذ ذلك اليوم، التفتا إلى دراستهما بشكل غير معهود.. أصبحا يوليان دراستهما وواجباتهما اهتماماً كبيراً.. وكل ما كان يفعله هو بين لحظة وأخرى أن يشجعهما ويذكرهما بحلمهما الكبير..

وبالفعل تفوقا في دراستهما، تم قبولهما على الفور في الجامعات التي يريدان، وبدءا حياتهما العملية في القطاعات التي اختاراها من ضمن تلك القائمة..

والآن، هما في أواسط العشرينات، أصبح أحدهما مديراً للفرع البريطاني لواحدة من سلاسل المطاعم المشهورة، وهو على وشك الزواج، والثاني يعمل في وظيفة مرموقة في واحدة من الشركات الكبرى في الشرق الأوسط..

***

بعد أن أنهى جاري قصته.. سألته..

وهل حققا ما يريدان الآن؟ هل بلغا هدفهما واقتنيا سيارة الفيراري التي يريدان؟

أجابني ضاحكاً، بأن الابن الأكبر اقتنى سيارة بورش بعد أن أصبح معجباً بها أكثر، أما الثاني فهو لا يزال معجباً بالفيراري وسيقتنيها قريباً..

***


ترى من منا يناقش مع أولاده مستقبلهم في هذا العمر المبكر؟!..

لا أقصد هنا أن نسألهم السؤال المعهود: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟.. ليجيب الطفل بجواب تم تلقينه إياه بأنه سيصبح مهندساً أو طبيباً..

بل أعني وضع أهداف واضحة لهم يعشقونها، ومن ثم رسم الطريق الذي سيصل بهم إلى هذه الأهداف، بداية من سنواتهم الأولى في الدراسة..

وأنا على يقين من أن التواصل مع أبنائنا بهذه الطريقة العملية، سيمنحهم مستقبلاً أفضل.. وأكثر روعة، ونجاحاً..

الجمعة، 14 فبراير 2014

متى لا يكون الوقت متأخراً أبداً





  متى لا يكون الوقت متأخراً أبداً

في أحد الأيام و قبل شروق الشمس …. وصل صياد إلى النهر ، و بينما كان على
الضفة تعثر بشي ما وجده على ضفة النهر…
كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس و وضع شبكته جانبا ،
و جلس ينتظر شروق الشمس …

كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله . حمل الكيس بكسل و اخذ منه حجراً و رماه في
النهر ، و هكذا أخذ يرمى الأحجار….. حجراً بعد الآخر …..

أحب صوت اصطدام الحجارة بالماء ، و لهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر
…اثنان ….ثلاثة … وهكذا .

سطعت الشمس … أنارت المكان… كان الصياد قد رمى كل الحجارة ماعدا حجراً واحدا .
بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله…

لم يصدق عيناه …..

كان يحمل ماسة !!

نعم ….. ماسة …

 لقد رمى كيسا كاملا من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده ؛
فاخذ يبكي ويندب حظه التعس.

لقد تعثرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب و تغيرها بشكل
جذري ، و لكنه وسط الظلام ، رماها كلها دون أي انتباه منه .

محظوظ هذا الصياد ، لأنه لا يزال يملك ماسة واحدة في يده……

كان النور قد سطع قبل ان يرميها هي أيضا …

——————

وقفة مع القصة :

عادة لا يكون الناس محظوظين هكذا ..

تمضي حياتهم كلها دون أن تشرق الشمس فيها .

لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبدا

يرمون كل ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!

الحياة كنز عظيم و دفين … لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها أو
تبذيرها ، حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة …..

ليس مهما مقدار الكنز الضائع … فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛ فان
شيئا ما يمكن أن يحدث ….

شيء ما سيبقى خالداَ ….

شيء ما يمكن انجازه …..

ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخرا أبدا



  

ألقِ أنت أيضا بذورك




 

ألقِ أنت أيضا بذورك



يحكى أن رجلا كان يسكن في مدينة كبيرة، يعمل في أحد المصانع الذي يبعد عن
منزله حوالي خمسين دقيقة.
وذات يوم وهو صاعد كعادته إلى إحدى المحطات صعدت معه إمرأة كبيرة في السن،
كانت تلك المرأة تحاول دائما الجلوس بجانب النافذة.
كانت تفتح حقيبتها، وتخرج كيسا من البذور وتلقي شيئا من البذور عبر النافذة
سأل ذلك الرجل المرأة عن ماذا تلقي من تلك النافذة؟
أجابته قائله: ألقي بذورا .
قال الرجل: بذور ؟ بذور ماذا؟
قالت: بذور ورد.
عندما أنظر من تلك النافذة أرى الطريق فارغا أريد أن أسافر وأرى الورود ذات
الألوان الجميلة طيلة الطريق.
قالت السيدة: تخيل كم هو جميل ذلك المنظر!!
قال الرجل: ولكن البذور سوف تقع على الرصيف وستدمرها المركبات والمشاة…
وهل تظنين أن هذه الورود يمكنها أن تنمو على حافة الطريق؟
أجابت المرأة قائله: يا بني ! أظن أن الكثير من هذه البذور سوف تضيع, ولكن
بعض هذه البذور ستقع على التراب وسيأتي الوقت الذي فيه ستزدهر…. وهكذا…
بإمكانها أن تنمو؟
قال الرجل: لكن هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو …
قالت: نعم أنا سأعمل واجبي. وهناك أيام المطر.
قالت السيدة: إذا لم اقذف أنا البذور، هذه البذور لا يمكنها أن تنمو.
قالت السيدة هذا الكلام، وأدارت رأسها إلى النافذة المفتوحة،
وبدأت ” عملها“ كالمعتاد.
نزل الرجل من الباص، وهو يظن أن المرأة قد ”خرفت“.

مضىت الأيام …وفي يوم من الأيام في نفس ذلك الطريق، جلس نفس الرجل بجانب
النافذة، رفع بصره ونظر فإذا به يرى ورودا جميلة وكثيرة ومعطرة وملونة تملؤ
الطريق….
تذكر الرجل تلك المرأة الكبيرة وسأل عنها بائع تذاكر الباص الذي يعرف الجميع.
فقال: أين تلك المرأة التي كانت تلقي بذوراً من النافذة ؟
فأجاب: ماتت أثر نزلة صدرية.
عاد الرجل إلى مكانه,و واصل النظر من النافذة، ممتعاً عينيه بمنظر القرية
المزهرة. فكر الرجل في نفسه وقال ” الورود تفتحت“ ولكن ماذا نفع المرأة الكبيرة هذا
العمل؟ فهي قد ماتت ولم تتمتع بهذا الجمال..
 وفي نفس اللحظات، سمع الرجل ابتسامات طفلة من المقعد الذي أمامه جلست طفلة تؤشر بحماس من النافذة قائلة: أنظر كم هو جميل!!!
يا إلهي كم ورود في الطريق… ما هو اسم هذه الورود؟؟
وفي تلك اللحظات فهم الرجل ما كانت قد فعلته تلك المرأة.
حتى ولو أنها لم تتأمل جمال الزهور التي زرعتها، فإنها سعيدة.

في النهاية لقد منحت هدية عظيمة للناس.
ألقِ أنت أيضا بذورك…
لا يهم إذا لم تتمتع أنت برؤية الأزهار!
بالتأكيد أحدٌ ما سيستمتع به يوم من الأيام ويستقبل الحب الذي نثرته …

السبت، 1 فبراير 2014

فن إدارة الاجتماعات






فن إدارة الاجتماعات


مفهوم الاجتماع ( Meeting ):

هو التقاء عدد من الأفراد في مكان ما وفي وقت محدد لمناقشة موضوعات معينة للتوصل لأهداف محددة.
 
مظاهر الاجتماعات الفعالة:

1-
إيضاح الهدف من الاجتماع قبل انعقاده.
2-
الإعداد والتحضير المسبق من قبل المشاركين في الاجتماع.
3-
وجود جدول أعمال، وتحديد وقت محدد لكل بند، والتقيد بذلك.
4-
ضبط عملية النقاش واقتصار الحديث على الأفراد الذين يقدمون إسهامات وإضافات مفيدة ذات صلة وثيقة بموضوعات وأهداف الاجتماع.
5-
اقتصار الدعوة والحضور في الاجتماع على الأشخاص المعنيين بالقضايا المطروحة للنقاش.
6-
توفير المعلومات والبيانات اللازمة للموضوعات التي يحتويها جدول الاجتماع.
7-
تحقيق أهداف الاجتماع خلال الفترة الزمنية المحددة له.
8-
الخروج بقرارات وخطوات تنفيذية عندما تستدعي الحاجة ذلك.

مظاهر الاجتماعات غير الفعالة:
1-
غياب الهدف أو الغرض من عقد الاجتماع.
2-
تعقيد القضايا السهلة.
3-
الاستمرار لمدة طويلة.
4-
الكلام والنقاش المطول واستئثار البعض بالكلام والتحدث.
5-
تعطيل القرارات والخطوات التنفيذية.
6-
عدم وجود مقرر للاجتماع.

 
متى يصبح الاجتماع ضرورياً ؟
 
الجواب – في الحالات التالية:
-
خطورة وتكلفة القرار الذي سيتم اتخاذه.
2-
وجود مشكلة أو قضية تحتاج إلى رأي جماعي.
3-
وجود قضية أو قضايا تتطلب المتابعة والتقويم المستمر.
4-
بروز ما يدعو لتغيير الوضع القائم وتطويره.
5-
الرغبة في تدريب أعضاء الاجتماع وتنمية مهاراتهم السلوكية والفنية أو تغيير قناعاتهم واتجاهاتهم نحو أمر ما.
6-
الرغبة في تحقيق التعارف والتآلف بين أعضاء الاجتماع.
7-
التنسيق بين مهام ومسؤوليات أعضاء الاجتماع.

 كيفية إنجاح الاجتماعات:
النقاط العملية التالية ستساعدك في أن تعقد اجتماعك بصورة أكثر فعالية:
1

 
قبل الاجتماع:
1-
قرر فيم إذا كان الاجتماع ضرورياً.
هل من الممكن تحقيق الأهداف بصورة أكثر فعالية من خلال وسيلة أخرى غير وسيلة الاجتماعات.
2-
حدد أهداف الاجتماع:
ما تنوي تحقيقه من الاجتماع.
القرارات التي يجب اتخاذها.
الخطوات التنفيذية التي يجب اتخاذها.
3-
أعد جدول الأعمال:
دخل الموضوعات ذات العلاقة المباشرة بأهداف الاجتماع.
حاول أن تقلل من عدد الموضوعات الهامة التي يحتويها كل اجتماع حتى يمكن تناولها بالشمول والعمق الكافي.
رتب بنود جدول الأعمال وفقاً لأهميتها بحيث تجيء الموضوعات الأكثر أهمية أولاً.
اجمع بنود جدول الأعمال ذات العلاقة ببعضها في موضوع واحد.
حدد الوقت المسموح به لمناقشة كل بند من بنود جدول الأعمال.
4-
اجمع كل المعلومات والبيانات المتاحة ذات العلاقة ببنود جدول الأعمال وحدد
النقاط المهمة في حالة كون هذه المعلومات والبيانات كثيرة ومفصلة.
5-
وزع مقدماً، جدول الأعمال والوثائق الخاصة بالموضوعات التي ستعرض للنقاش.
6-
اقصر على الأفراد الذين لهم علاقة مباشرة بموضوعات الاجتماع.

أثناء الاجتماع:
. وضح الهدف من الاجتماع.
2.
احصر الحاضرين والغائبين عن الاجتماع.
3.
عند البدء في مناقشة أي بند من بنود جدول الأعمال، افتح باب المناقشة باستدعاء إسهامات الأعضاء.
4.
أتح الفرصة للأعضاء الذين يملكون الإضافة والإسهام أن يتحدثوا ويقدموا ما لديهم.
5.
وجه المناقشة بهدف التأكد من أن الاجتماع يسير نحو تحقيق الأهداف المرسومة. تقيد بالموضوعات المطروحة للنقاش ووجه النقاش إذا ابتعد عن الموضوع أو تطرق إلى تفاصيل غير ضرورية.
6.
لخص ما استمعت إليه من نقاط مهمة، إذا اتخذت المناقشة جانب التعقيد واختلاف وجهات النظر، وذلك لمراجعة فهمك وفهم الآخرين لما قيل.
7.
التزم بالزمن المحدد لكل بند من بنود جدول أعمال الاجتماع
.
8.
عند الانتهاء من مناقشة كل بند من بنود الاجتماع، لخص القرارات أو النتائج التي تم التوصل إليها.
9.
لخص ما تم التوصل إليه في نهاية الاجتماع، وإذا كانت هناك خطوات تنفيذية معينة لا بد من اتخاذها، حدد من الذي يتخذها، والوقت الكافي لإنجازها.
10.  
حدد موعد الاجتماع القادم وهدفه.

بعد الاجتماع:
1.
أعد محضر الاجتماع ووزعه على الذين حضروا والذين لم يحضروا، يجب أن يكون المحضر بمثابة سجل دقيق لما دار في الاجتماع، وأن يشمل القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع وتحديد إسنادات العمل وأسماء
1 الأشخاص الموكل إليهم هذه الإسنادات والمواعيد النهائية لإنجازها. كذلك سجل الموعد والزمن الذي تم تحديده لعقد الاجتماع القادم.
2.
تابع وارصد ما تم إنجازه من أعمال.

النقاط العملية التالية ستساعدك في الاستفادة من مشاركتك في الاجتماعات التي يعقدها الآخرون وتدعى لها:

 
قبل الاجتماع:
1.
اقرأ جدول الأعمال وملخصات الأوراق، وكن متأكداً من فهمك لأهداف الاجتماع وأعط اهتماماً لبنود جدول الأعمال التي عليك بصورة مباشرة
.
2.
فكر في القضايا التي يمكن أن تثأر، وخطط للإسهامات التي يمكن أن تقدمها للاجتماع.
3.
اصطحب معك المعلومات والبيانات ذات العلاقة بموضوعات الاجتماع.

 أثناء الاجتماع:
1.
لا حرج عليك أن تجلس بهدوء وأن تنصت لما يقوله الآخرون. تحدث عندما يطلب منك ذلك، أو لتستوضح أمراً، أو عندما تشعر بأن لديك إسهاماً جيداً.
2-
دون ملاحظاتك حول القرارات وإسنادات العمل التنفيذية التي يتم اتخاذها وخاصة تلك المتعلقة بك.

 بعد الاجتماع:
1.
اقرأ محضر الاجتماع، أعط اهتماماً خاصاً للمهام التي تتطلب منك اتخاذ خطوات تنفيذية أو أداء معين من جانبك.
2.
أعد خطة عمل وحدد فيها ما يجب عليك أن تقوم به، وضع جدولاً زمنياً للتنفيذ، ثم تابع مدى تقدم التنفيذ بالمقارنة بالخطة.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا