الأحد، 29 يناير 2012

الفضائيات و أخلاق الشباب




الفضائيات و أخلاق الشباب

إن المتابع لبرامج القنوات الفضائية العربية الموجهة لقطاع الشباب يلاحظ مدى الهشاشة      والانحطاط الذي وصلت إليه هذه البرامج و التي تسهم في تجهيل و تغريب الشباب العربي      وإبعاده عن ثقافته و تراثه العربي و الإسلامي الأصيل , و  تسهم في إذابة الشباب العربي في الثقافة الغربية و قيمها البعيدة كل البعد عن ثقافتنا و تقاليدنا .
ولنأخذ مثالا على ذلك برنامج ستار أكاديمي الذي تبثه قناة LBC   الفضائية اللبنانية و الذي يسهم في إدخال مفاهيم و أخلاقيات جديدة غريبة على مجتمعنا , و نرى الأموال الطائلة  التي تصرف على هكذا برنامج  و التي لو استخدمت في مجالات أخرى مثل البعثات الدراسية         والأبحاث العلمية التي تتعلق بالعلم و التكنولوجيا لأسهمت في إحداث نقلة نوعية في الحياة العربية و ساهمت في النهوض بمستوى الحياة المعيشية لملايين العرب الذين يرزحون تحت وطأة الفقر و بؤس المعيشة .
إن مشاهدي هذه البرامج يمثلون شريحة واسعة من الشباب في الوطن العربي و من مختلف الأعمار حتى من البلدان  المحافظة التي تعتبر مجرد كشف وجه المرأة فيها خروجا عن الشرع و يقضي الشباب وقاتا طويلة متسمرين أمام شاشات التلفاز ساعات طويلة دون ان يسمحوا لعينهم بالرمش خوفا من تذهب لحظة دون التابعة ،وهدر الوقت الطويل دون غرس قيمة تربوية   تفيدهم في حياتهم العلمية و العملية.
إن الأثر السيئ لمثل هذا البرنامج يتمثل في تقليد الشباب لمثل هذه السلوكيات و ترسخ في ذهنه على أنها من المسلمات , و يقوم بتقليدها رغم أنها من السلوكيات الخارجة عن الدين     و القيم السائدة في المجتمع و يتمثل أيضا باعتبار ظاهرة الخلوة و الاختلاط  بين الشباب       و الفتيات ظاهرة عادية ومسلَم بها رغم أنها محرَمة شرعا ,حيث لا يجوز أن تخرج المرأة من بيتها بدون محرم أو أن تسافر حتى لو كانت لأداء فريضة الحج .
إن الغزو الثقافي الذي تتعرض له امتنا لا بد ان يواجه ببرامج ثقافية وتربوية تعمل على توعية الشباب و الشابات في وطننا العربي و الحد من المشاهدة و المشاركة في مثل هذه البرامج      و تحد من الأثر السيئ التي تحدثه مثل هذه البرامج على نفسية وعقلية شبابنا و تعمل على تثقيفهم و تحصينهم في مواجهة الكم الهائل من المعلومات حتى يصبحوا قادرين على اخذ المفيد و تمييز الغث من السمين في هذه المعلومات .
نرجو من القائمين على هذه القنوات التلفزيونية ان يتقوا الله في شبابنا و ان يقوموا بمراجعة ذاتية لبرامجهم وان لا يكونوا اداة هدم لشباب الأمة , و بوما ينعق بخرابها ,بل نتمنى عليهم ان يكونوا اداة بناء و شحذ للهمم و استغلال الطاقات الكامنة في الشباب و الشابات و توجيهها لما ينفعهم في دينهم و دنياهم وان يكونوا اداة اتصال نافعة بين شباب الامة و مثقفيها            و علمائها .
ان أدوات الاعلام المعاصر يجب ان تساهم في إعداد رجل المستقبل الذي تعلق عليه الآمال الكبيرة في إيقاظ الامة من سباتها العميق و تزويده بالنافع من العلم بدلا من إلهائه ببرامج سخيفة تساعد و تساهم في انحدار الامة نحو المزيد من الهاوية .

و في الختام نرجو الله ان يسدد على طريق الخير خطاهم ’ وان يجعل منهم منارات علم          و هداية لا أدوات هدم , و ان يتقوا الله في آباء هؤلاء الشباب و الشابات الذين يصلون الليل بالنهار لتأمين الحياة  الكريمة لهم.
الدكتور.عبد الكريم علي اليماني

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا