الأربعاء، 25 يناير 2012

بـغــداد ..... الزمــكــــان



 
بـغــداد ..... الزمــكــــان

الزمكان مصطلح إعلامي  أريد أن أفلسفه حتى اربط الزمان و المكان في ذكرى مرور ثلاث سنوات على سقوط الجيش الأمريكي في بغداد و على سقوط الديمقراطية المجلوبة على ظهر الدبابات الأمريكية و حتى سقوط حقوق الإنسان في العالم بعد ثلاث سنوات من الزمان الذي مر على دخول قوات الاحتلال الأمريكي إلى ساحة  الفردوس في التاسع من نيسان في العام ألفان و ثلاث عندما سقط الرمز للسيادة العراقية فالمكان ساحة الفردوس أمام فندقي عشتار    و فلسطين في بغداد حتى اهتزت مشاعر أبناء الأمة العربية و كانت هنالك لحظات صعبة       و معلقو الفضائيات في التلفاز يصفون سقوط الرمز الذي سقط تمثاله , وبعد محاولات كثيرة عجز الجميع عن إسقاطه إلا بعد أن استخدموا الدبابات الأمريكية و لسان حاله يقول لن يسقط رمز بغداد الا بقوة دبابات الغزو المحتل و لن يسقط بأيدي أبناء شعبه من العراقيين .
بعد ثلاث سنوات من زمان الاحتلال و من سقوط تمثال الرئيس في ساحة الفردوس يبقى صاحب التمثال بكل عنفوانه شامخاً في مكان لا ينقص من قيمته شئ ليحاكم عن قضية الدجيل الذين حاولوا اغتيال رئيس البلاد في فترة حرب مع إيران و هم ينتمون إلى حزب محظور مجرد الانتساب إليه يطبق عليه حكم القانون بالإعدام .
يرفض المكان الذي يحاكم به الرئيس صدام حسين ,هو من كان يحكم العراق في فترة كانت يعيش بها الشعب العراقي لا يعرف طريق الفتنة الطائفية , و يعيش جميع الناس في العراق بأمن و استقرار .
بعد ثلاث سنوات من الاحتلال تسقط الذراع التي تم احتلال العراق من اجلها و سقطت أسباب احتلال العراق     و يسقط الجيش المحتل في مستنقع العراق الذي يرفض دخول المحتل ليرسم له طريق الحياة و يفرض عليه الديمقراطية التي تسفك الدم و تقتل دون سبب مجرد انك عراقي أصبح الجميع مستهدف و الجميع في رسم القتل و القاتل و المقتول هم مجهولين الهوية و مجهول السبب الذين قتلوا من اجله .
فليس الزمان زمان المحتل و ليس المكان الذي يجب أن يحتل , فالمكان بغداد , و ارض العراق و تراب العراق و شعب العراق و أهل الرافدين , و الزمان ثلاث سنوات مضت و صباح بغداد الجميل و أوقات              الصلاة , و زمان المشاركة في بيوت العزاء  و أوقات تأدية مناسك العبادة , وزمان الذهاب إلى الدوام في المدارس و الجامعات , و زمان ذهاب الموظفين إلى دوامهم , وزمان عودة الطلبة من مؤسساتهم التربوية والأندية و زمان التسوق و الترويح عن النفس . و المكان الذي يذهبون إليه أصبح جميع الأوقات في زمان العراقيين مطلوبين للقتل بدون أدنى سبب , قتل على الهوية , قتل في الشارع , في المسجد, في الكنيسة , قتل في كل مكان في المتجر في المخبز في مكان مورد الرزق , في الحافلة في السيارة في الوظيفة , في أي مكان يخيل لك أن يعيش فيه العراقي , في أرضه و على ترابه أصبح مطلوبا للقتل .
هل هذه الديمقراطية التي حضر المحتل ليجلبها إلى الشعب العراقي ؟؟ و ما قيمة الديمقراطية المغمسة بالدم الزكي ,دم أبناء العراق من النساء و الأطفال و الرجال و العظماء و الاساتذه و الفلاسفة و أصحاب           الفكر, ومن الباحثين عن مورد رزقهم في أماكن مختلفة ؟؟ وهل قتل أكثر من مائة و خمسين ألفا من أبناء العراق خلال ثلاث سنوات ليس له قيمة يحاكم عليه احد , وقتل 148 من أهل الدجيل يحاكم عليه من بنا         و عمر العراق ؟؟ إذا فعلاً تم قتلهم؟؟ و هل تم قتلهم دون سبب؟؟
و جاء الاحتلال متشبثا بحجج جميعها سقطت و باتت للقاصي و الداني بأنها حجج واهية و إن المتشبث في قضية الدجيل التي أصبحت مملة لان هذا المكان الذي يحاكم فيه الرمز و الذي يعطي دروسا في العدالة           و الشهامة و التحليل و المنطق و هو في قفص الاتهام , دروسا و عبر يشهد لها الجميع , دروسا في محبة أهل العراق و التفاني من اجلهم دروسا في القانون و علم المرافعات هذا المكان البائس لا يناسب صاحب التمثال الذي سقط في ساحة الفردوس وليس من الوفاء بأن من يبني العراق و يدافع عن الأمة و عن ارض العراق و يخرج من حرب دامت أكثر من ثمانية سنوات من الزمان , في حرب كل من يعيش في بغداد لا يشعر بأن هذه البلاد تمر في مرحلة حرب فالحياة طبيعية في جميع أنحاء العراق .
و بعد الحصار الاقتصادي الذي فرضته أمريكا  على العراق يخرج العراق محير العالم بأن هذا الحصار استفاد منه العراق في الاعتماد على النفس و في التعايش معه و الحياة بصورة طبيعية فأن الحصار الاقتصادي زاد من قوة و بأس  العراقي في الاكتفاء الذاتي في جميع الميادين .
و كان المحتل الغازي ينظر إلى العراق بأنه سيسقط دون حرب نتيجة الحصار و تبعاته ولكن جاء التدخل المباشر من المحتل في غزو بغداد مدينة الأمن و السلام و الحضارة بغداد العريقة بغداد الرشيد مدينة العلم     و العلماء , فبعد ثلاث سنوات من زمان الاحتلال لهذا المكان الغالي على قلوب الشرفاء من الأمة العربية نقول لها سلاما و سلمت يا بغداد  بغداد الخير و الثروة و الإيثار بغداد التضحية و ينبوع الحب بغداد النفط و الماء        و النخيل بغداد الأئمة و المآذن و الكنائس و الجامعات و المعاهد بغداد الأمل ولم الشمل من السنة و الشيعة     و النصارى وبغداد التي تمثل جميع الأطياف فسيفساء الشعب العراقي من القوى الشعبية الذين يمثلون لون نسيج المجتمع العراقي الموحد بعون الله.


الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com







ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا