الجمعة، 11 نوفمبر 2011




طاحونة الموت

أكثر مايشد انتباهك وأنت تشاهد التلفاز وتبحث في كافة القنوات الفضائية والمحطات الأرضية وما تسمعه عبر قنوات الأخبار المختلفة سواء أكان خبرا عاجلا أم عاديا تلك المآسي والمشاهد التي تدمع لها العين مثلما يندى لها الجبين عشرات بل مئات القتلى أطفال وشيوخ ونساء تعرف بعضهم من خلال ما تبقى من أجسادهم من أشلاء ولا تعرف اغلبهم نتيجة ما لحق بهم من أساليب قتل وفتك ودمار ولعل أكثر ما يزعجك ما تشاهد أو تسمع أن مسرح هذه الجرائم غير محدد وغير مقتصر  على بيئة معينه فنجد حادثه قتل في مسجد ما وأخرى في بيت بني للأجر أو العزاء كما أن نظرك أو سمعك موجه للشرق لتتابع خبر فإذا بك توجهه نحو الغرب لترى أو تسمع خبرا اشد وطأة وألما من سابقه .
وتكون النتائج متوالية قتل ودمار وتشرد وخيم ومساعدات ونداءات استغاثة وأمم متحدة وغير متحدة بعضها يتألم وأكثرها يزغرد وأخرى تعلمها أو لا تعلمها تمد يد العون لفئات اصطلح على تسميتها إرهابيين يصولون ويجولون لايعرفون حدود أو أدنى معنى من معاني الانسانيه يمارسون شتى أنواع القتل بل ويتفننون وينتقلون مابين طرق بدائية وصولا إلى أعلى درجات التكنولوجيا في سبيل تحقيق غايات وأهداف لا تستحق أن نذكرها في هذا المقال ولا مجال للتعليق عليها .
كيف لا ونحن جميعا نتساءل لصالح من هذه العمليات ؟ ولخدمة من ممارسة هذه الطقوس اليومية ؟ ومن الخاسر ومن الرابح في هذا المسلسل الوقتي التي لايمكن أن تمر ساعة أو جزء منها إلا وتطلعنا قنواتنا الفضائية ومحطاتنا المختلفة بخبر عاجل
عشرة قتلى ,مئة قتيل ,ألف قتيل وجريح في انفجار ...... عملية انتحارية , طائفية ,صهيونية , وباتت المصطلحات والرموز تظهر تدنس كل شيء ,كل فكر ,أو مبدأ أو ثقافة أو حضارة حتى قتلت الانسانيه في نفوس البشر لم يسلم من هذه الحركات أي دين أو حزب أو طائفة أو جهة .. تراخيص كثيرة تأهل فئة غالبه أو مغلوبة على أمرها لتمارس أبشع مظاهر العنف في شتى بقاع العالم .
وتأتي الأفكار البعيدة من الدين يدعون البراءة  و الانسانيه فتنادي ضمن مؤسسات أرهقت نفسها وهدرت أموالها في سبيل تأسيسها تحت مسميات كثيرة براقة تكاد صفحات الإعلان تضج منها مثل جمعية ألمحافظه على حقوق الإنسان وجمعيه حماية الاسره وغيرها الكثير الكثير ,
وتعود ثانيه إلى ضحايا هذه الاستهتارات والمزاودات فنجد أنها لا تفرق بين صغير وكبير , غني وفقير , مدني أو عسكري شرير أو مسالم , فتحصد كثير من الأرواح ببراءة أو عن غير قصد مسلسلات ينفذها مخرجون أكفاء يبحثون عن براعات اختراع من منهم استطاع أن ينفذ مخططه (وتحت أي مسمى ) ومن منهم استطاع أن يدوس أكثر وأكثر على كرامه ملايين البشر
ومن منهم تسابقت شاشات التلفاز وقنوات الأخبار على بث صورة حديثة لساعات أطول يتبجحون في تصريحات وكلام ظاهرة الرحمة وباطنها الفتنه يبدون لك متعاطفين مع الانسانيه أينما وجدت وهم يبحثون ليل نهار عن أساليب تؤرق الانسانيه أينما وجدت يخلقون الفتنه ثم يتصارعون في البحث عن أساليب تهدئة لها اودفنها وكلما توصلوا إلى أليه دفن فتنه اوجدوا مقابلها العشرات في نفس المكان أو في أمكنه أخرى .
وإنني كغيري من أبناء البشر الذين يعشقون الحياة ويحبونها ويتمنون أن يخدمونها ,أتساءل إلى متى هذا الصراع إلى متى نتقاتل للاشيء ولا من اجل أي شيء هاهو عام جديد آت يحمل بين جنباته علامات السلام وكلام جميل يطمئن البشرية ودعوات صادقه للتوقف عن كل الأساليب الوحشية من قتل ودمار وتشرد فإلى الصافية قلوبهم الثاقبة عيونهم يرسل أطفال العالم بطاقات مليئة بعبارات صادقه أوقفوا الحروب .. أوقدوا نار المخابز نريد أن نأكل ,نريد أن نعيش ,ولكم منا الورد والحب.
                    الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com                                                                                                         

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا