الجمعة، 25 نوفمبر 2011

الشباب و آفة التدخين





الشباب و آفة التدخين

يصادف الحادي و ثلاثون من شهر أيار في كل عام اليوم العالمي للامتناع عن التدخين,هذه العادة التي اخترعوها الهنود الحمر بعد إن احتلت أرضهم و أصبحوا يعيشون عيشة اضطهاد و هم ليس لهم حولا و لا قوة في مواجهة المحتل , ففكروا في حرب يحاربون فيها المحتل,حربا سياسية و اقتصادية و صحية ,فاخترعوا هذه العادة لينتقموا من البشرية جمعاء عندما نشروها بين محتلي أرضهم .

ومن ذلك الحين أصبح التدخين آفة حضارية سريعة تهدد حياة البشرية ,حيث أنزلت بالإنسان العلل  والأمراض الذي استخلفه الله على عمارة الأرض و صيانة نفسه و جسمه من الأمراض و الاوباء , و أصبحت حياته مهددة بالموت البطيء و الأمراض المصاحبة له من أمراض القلب و الشرايين و المجاري التنفسية  والغدد النخامية و اللمفاوية و ضغط الدم و الأضرار التي تصيب البيئة من التلوث و الأضرار المادية التي تلحق بالأسر , و تقاسم السيجارة الملعونة الأسرة في لقمة عيشها حيث أن هناك بعض المدخنين ينفقون على سيجارتهم أكثر من نصف مصروف عائلاتهم.

و هذه العادة على قبحها و مضارها  تنتشر  بين  الآباء  الذين يمارسونها داخل أسرهم متجاهلين                 -بقصد أو بدون قصد- الضرر التربوي الذي يصيب أطفالهم في تقليد آبائهم و تباهي الأطفال أمام بعضهم حيث يعتقدون أنهم أصبحوا رجالا كبارا و أصبح التدخين القصري الذي يعاني نهم الغير مدخنين نتيجة تعرضهم إلى بيئة ملوثة بدخان سجائر المدخنين , و هنالك مهمة يجب النهوض بها من قبل الآباء و المربين في مشكلة التدخين بكل الوسائل وعلى جميع المستويات للمحافظة على سلامة و صحة أنفسهم  و أسرهم لان المجتمع هو مجموعة أفراد فإذا صلحت صحة الأفراد سلم المجتمع من الأمراض و الآفات الصحية.
و إن التدخين له نتائج سلبية كثيرة يصعب حصرها  سواء كانت صحية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية      و خاصة للأجيال الشابة الذين هم بناة المستقبل و على كل الوسائل الإعلامية عدم ترويج السجائر ومنع تعاطيها في جميع المؤسسات التربوية و الاجتماعية و الأماكن العامة , و النظر إلى متعاطيها بأنه يجلب الشر و المرض لنفسه و لجميع اللذين يتعامل معهم و تقديم النصح له بالإقلاع عن هذه العادة السيئة .
و الشخص الذي يصاب بمرض نتيجة تناوله السجائر يكلف على الحكومة أموال باهضة تدفع في معالجته , فأنها لو وجهت إلى تطوير و تحسين و شراء الأدوية لزاد في مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة لجميع المواطنين .
و إن التدخين يعتبر تجارة العالم سريعة الربح , ولكن ربحه قائم على ضرر و إتلاف الحياة إلى الشريحة الأكبر في المجتمع,فان المستفيد من أرباح التدخين هم التجار و قليل من الأطباء و الصيدليات و المقاهي , وان هنالك ثقافة المدخنين في توسيع الشريحة و تأثيرهم على أصدقائهم في إغراء الواقعين تحت تأثير هذه العادة السيئة التي تتلف العقل و الجسد و المال و تلوث البيئة .
حيث يقوم المدخنون في إدخال البسطاء إلى عالم المدخنين الزائف المبني على الوهم و الخداع في معالجة مشاكل الحياة و ملاذ من هموم الدنيا الكثيرة , و يهرب إلى دخان السيجارة في الشدائد و الملمات الصعبة و هو لا يدري انه يحرق أعصابه و يحارب نفسه بيده , حيث قال تعالى : ( و ما ظلمناهم و لكن كانوا لأنفسهم ظالمون ) .
و قال سيد البشرية صلى الله عليه و سلم : (لا ضرر و لا ضرار).
و إن الدين الإسلامي يحافظ على سلامة الفرد و سلامة المجتمع و سلامة البيئة .
نأمل أن يكون هنالك هم عام و ثقافة اجتماعية و وعي تام في محاربة التدخين و الامتناع عنه في جميع المرافق العامة و الرسمية و الإقلاع عن هذه العادة السيئة في التدخين, حيث أثبتت الدراسات أن السيجارة تحتوي على 40 مادة مسرطنة و النرجيلة تحتوي على 400 مادة سامة , و أن نفس النرجيلة يساوي 20 سيجارة .
نتمنى من الله السلامة و الصحة للجميع و أن يصبح الأردن خاليا من التدخين و المدخنين.

الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com  

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا