السبت، 4 أغسطس 2012

محرك السفينة


https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcSMPtQjfUYELYvuSYLqkOYwOl0wML7k7eHGox_LBVjWrU2n4Rhg



https://encrypted-tbn1.google.com/images?q=tbn:ANd9GcRiktXJUs8mi-DcNxOcPgfm2m6FWynaOzC2nwuDK_nXAaxjBNJWمحرك السفينة

    تقول الحكاية إن محرك سفينة عملاقة صار ينفث الدخان، وفقد الكثير من قوته وفعاليته ، ولم يعد قادرا على تحريك السفينة بشكل سليم تماما. طرح أصحاب السفينة عطاء من أجل إحالته على شركة محترفة لتصليح موتور السفينة.

شركة ( ليبرال ) التي فازت بالعطاء، بالكثير من الواسطات والألاعيب التجارية، أجرت دراسة مسحية شاملة لكامل السفينة، وعقدت خلوات ومناقشات بين الخبراء والإداريين تخللتها عروض بواسطة ( البور بوينت ) تبين مداخل ومخارج المحرك، ومنحت عطاءات فرعية لشركات أخرى، وأصدرت توصيات وشكلت لجان ولجان منبثقة عن اللجان التي انبثقت عن اللجان .

انتهى وقت العطاء لكن شركة (ليبرال) لم تفعل شيئا سوى الدراسات وورشات العمل ، ولم يستطيع أي منهم حل معضلة المحرك ، الذي لم يبق على حاله ، بل ازداد خرابا ، وصار دخانه أكثر سوادا، وفعاليته أقل بكثير من وقت الحصول على العطاء.

لذلك طرد اصحاب السفينة شركة ليبرال العاليمة المتحدة، بعد أن خسروا الكثير دون جدوى، ولم يكونوا قد حصّنوا أنفسهم بمواد تفرض عقوبات على الشركة اذا ما فشلت في إصلاح المحرك.

بحث أصحاب الشركة عن حل ، فوجدوا ميكانيكيا عجوزا يعيش في الميناء ، فطلبوا منه محاولة اصلاح المحرك.

جاء الميكانيكي العجوز مع شنطة العدة، وصار يتفقد بالموتور قطعة قطعة وبرغيا برغيا وزنقة زنقة، واستمر بذلك لعدة ساعات، ثم وقف ينظر الى الموتور بدقة ، ثم فجأة أخرج مطرقة صغيرة جدا وطرق بها عدة طرقات خفيفة على مكان محدد داخل الموتور.

فجأة عادت للموتور قوته وشبابه ، ورجع يهدر بقوة وهو يهز السفينة رغبة في التحرك. فرح اصحاب السفينة، وسألوا الميكانيكي العجوز عن تكلفة اصلاح الموتور ، فقال لهم :

- أريد 20 ألف دينار!!

- ول ..ول على ايش...؟؟ كل اللي عملته انك ضربت بالمطرقة الصغيرة لدقيقة واحدة على الموتور ..هل يحتاج هذا الجهد البسيط الى هذا المبلغ، نرجو أن تقدم لنا فاتورة مفصلة.

وافق الرجل العجوز وكتب لهم فاتورة تبين التكاليف ، حيث كتب فيها :

- ديناران- بدل استخدام المطرقة !!

- تسعة عشر ألفا وتسعمائة وثمانية وتسعون دينارا- بدل اكتشاف المكان المناسب للطرق على الموتور !!

المجموع: عشرون ألف دينار لا غير !!

المغزى من وراء ذلك:

صحيح أننا نحتاج للطرق بالشاكوش حتى نصلح موتور أمورنا الذي أصابه الإعياء ، لكن علينا أن نتعب ونفكر كثيرا أين نطرق ، وإلا ذهبت طرقاتنا هباء ، وربما أدت إلى خراب الموتور أكثر وأكثر .


  الجهد مهم، لكن معرفة أين تبذل الجهد في حياتك هو الفرق.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا