السبت، 7 يناير 2017

المجتمع بين سندان التطرف ومطرقة الإرهاب

 

المجتمع بين سندان التطرف ومطرقة الإرهاب
 
مفهوم التطرف
التطرف، هو مصطلح يُستخدم للدلالة على كل ما يناقض الإعتدال، زيادة أو نقصاناً  أو هو الخروج عن القيم والمعايير والعادات الشائعة في المجتمع، وتبني قيم ومعايير مخالفة لها أإو اتخاذ موقف متشدد إزاء فكر (أو أيديولوجيا أو قضية) قائم، أو يحاول أن يجد له مكان، في بيئة هذا الفرد أو الجماعة. واللجوء إلى العنف (بشكل فردي أو جماعي) من قبل الجهة المتطرفة بهدف فرض قيمها ومعاييرها، أو بهدف إحداث تغيير في قيم ومعايير المجتمع الذي تنتمي إليه وفرض الرأي - الذي يمتاز عادة بالتعصب ورفض الآخر والإنغلاق الفكري- بالقوة. وهو ما يسمى الآن بالإرهاب .
وفي بعض الأحيان يحاول بعض المتطرفين إضفاء القداسة الدينية على مشروعهم السياسي والآيديولوجي ، وما يترتب على ذلك من ممارسات إرهابية، فإن نطاق خطر الإرهاب يتسع ليشمل الإنسان والدين والعقل والحياة
 
مفهوم الإرهاب
الإرهاب في اللغة:  من الفعل أرهب؛ أي: أخاف، ومرادفاتها أفزع وروَّع. وفي الاصطلاح: هو جميع الممارسات العدوانية بشتى صورها التي حرَّمها الإسلام وحذَّر منها ومنعها. مثل : قتل الناس، وتخويف الآمنين، وهتك حرمة المعاهدين، واستهداف الأبرياء، وتدمير المنشآت. أو جميع الأعمال العدوانية التي تحدث الخوف في القلوب، والرهبة في النفوس، والاضطراب في الأمن.
وعليه؛ فكل أعمال العنف التي تُرتكَب باسم الإسلام تجرُّ المسلمين إلى متاهات معتمة، ومشكلات جمَّة، وتستعدي عليهم العالم بأَسْره، وتجلب لهم المشقة والعَنَت، مرفوضة ، وأن مَن يتلبسون بسمت الإسلام، ويقعون في مثل هذا العمل - هم بعيدون كل البعد عن نهج النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كان يؤذى في نفسه وأهله وأصحابه، فكانت وصيته لهم بالصبر وتقوية الصلة بالله ربِّ العالمين، ولم يأمرهم حينئذ بردِّ العدوان على كفار قريش، أو القيام بأعمال عنف، أو قتل، أو نهب، أو غير ذلك.
 
ومن أهم أسباب وجود الإرهاب
الإهمال سواء من قبل المجتمع، أو الأسرة من خلال وتوجيههم التوجيه الصحيح ، والفراغ والبطالة، الدعوات الهدَّامة،  والتوجيه الخاطئ، من قبل بعض أصحاب الفكر المتطرف المنحرف الذين يتلاعبون بعواطفهم، ويغررون بهم خاصة صغار السّن.
 
 
حكم الإرهاب
الإرهاب محرَّم بإجماع المسلمين بشتى صوره. وذلك لما يجلبه الإرهاب من كوارث منها: حصد الأرواح وهلاك الأنفس وتدمير الممتلكات زرع الضغينة البغضاء ونشر الخوف والرعب وزرع الضغينة والبغضاء ، وإضعاف الأمة، وتبديد مكاسبها، وتسلط أعدائها عليها. وهو مخالف لروح الدين والقرآن الكريم والسنة المطهرة ومخالفة ولي الأمر وشق عصا الطاعة و وتشوية لصورة الإسلام والمسلمين في نظر العالم كله وخيانة وغدر وجناية على الأبرياء وتخويف الآمنين، وتشويه لصورة العلماء والدعاة والصالحين، وبث الفرقة والتنازع، وفتح باب الفتن، والرعب، والهلاك، والأهواء، والعصبيات، والتناحر والتشاجر، مما يؤدي إلى انفلات زمام الأمن وهذا من أعظم أسباب الشر والفساد، وكل ذلك من مسببات هلاك الأمة وضياعها.  
 
 
كيف نواجه الإرهاب؟
سؤال مُلح ، نحتاج معه إلى كيفية مواجهة هذا العمل الخطير الذي يحتاج إلى جهد ليس بالهيِّن، ويحتاج إلى تعاون الجميع. ومن أهم ما يمكن ذكره:
 
- القيام بدور النصح والارشاد  باستمرار عبر جميع وسائل الإعلام جميعها المقروءة والمسموعة والمرئية .
- فتح أبواب الحوار الهادف، وإقامة الندوات البنَّاءة المثمرة، لتكون همزة وصل بين المجتمع وشبابه.
-  قيام الأسرة بدورها تربية الأبناء فالبيت هو الموجه الأول والتركيز على رعاية الأسرة وحمايتها من الأخطار المحدقة من التفكك والخلاف، والتنازع والضياع.
- القضاء على مظاهر البطالة والفراغ لدى الشباب، وتأمين حياة كريمة، ومعيشة هادئة، والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم فيما يعود بالنفع على الجميع.
  - وضع الخطط الهادفة والمنظمة، للقضاء على ظاهرة الفقر، وفتح الطرق الميسرة للعمل والتجارة والقيام بمشاريع هادفة تمكن لهم عيشة كريمة طيبة.
- التعاون التام بين فئات المجتمع للوقوف صفًا واحدًا ضد جميع التيارات الخاطئة، والأفكار الدخيلة، وقيام الجميع بواجبهم في المحافظة على ثوابت الأمة، وحماية أَمْنها، وضرورة وحدة الكلمة، والبعد عن الخلافات، والقضاء على الفرقة والتذكير بأهمية الأمن وضرورته في حياة الناس، وأن ضياعه ضياع للدين، والعلم، والأنفس، والأعراض، والأرزاق.
 
العلاقة بين التطرف والإرهاب
نتبين مما سبق العلاقة الوثيقة بين التطرف والإرهاب، ونتائجه الكارثية وآثاره الخطيرة على الإسلام والمسلمين وعلى الأمة العربية فكل متطرف هو مشروع إرهابي مؤجل بانتظار الظروف الملائمة لشحنه وإيجاد الوسائل المتاحة للإنفجار في وجه المجتمع، وكل ذلك خاضع لمستوى الضغط الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والأمني، لذلك نجد رقعة الإرهاب تتسع كلما ضاقت هوامش الحريات وانقطعت وسائل الإتصال والحوار.. ولهذا أدعو جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية للوقوف صفاً واحداً ضد جميع أشكال التطرف والإرهاب ونبذ كل أشكال التعصب والإنغلاق الفكري.

الدكتور عبدالكريم علي اليماني











بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا