التنمية الاقتصادية من
وجهة نظر تربوية
إن التربية هي التنمية
الشاملة بكل أبعادها البشرية والاقتصادية والسياسية وهي باب الحضارات التكنولوجية
والعلمية ، ومفتاحها الإنسان وهو محور ذلك كله وسيلة وغاية فالتربية إذن عمل
اجتماعي في زمن محدد استجابة لمطالب التنمية لمجتمع معين لما يمليه الطلب
الاجتماعي واحتياجات المجتمع عامة والتنمية خاصة . وبما أن التربية هي التنمية بكل
أبعادها المختلفة ، فان المنهج هو الأداة أو وسيلة لتحقيق الأهداف العامة للتربية
. وعليه تعدّ الأهداف التربوية والمنبثقة عن الفلسفة العامة للمجتمع هي نقطة
البداية والانطلاق لدراسة المنهج ، وان فلسفة المجتمع هي التي تحدد الأهداف
التربوية العامة .
ويشمل بين دلالاته ما يأتي :
1 – عدّ التنمية الشاملة وما تستدعيه من ترابط
الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية في المجتمع بعضها على بعض ،
ومشاركة المواطنين جميعهم وانتفاعهم منها على شركة التعاون والمساواة
2 –تأكيد العلاقات المتبادلة بين التربية ومنظومات النشاط المجتمعي
الأخرى بينها وبين التنمية عامة ، وتميز كل منها بالشمول والتكامل وعدها على
الإنسان غاية وإدامة على السواء
3 –الأيمان بالتربية المنتجة أثرها في تنمية الثروة البشرية مساهمة منها
في تحقيق مطالب التنمية الشاملة في سائر المجالات الحياتية التي تمس سلامة نمو
الناشئة ورعايتهم جهة والبناء من جهة أخرى
4 – الأيمان بقيمة الوقت واستثماره بشكل دقيق وصائب
وتنظيم الوقت وعدم الهدر به
5 –تأكيد التنمية بمفهومها الحديث على تنمية الإنسان في مهاراته وكفاياته
وقيمة ومواقفه نحو الحياة والمجتمع ونحو العمل ، وتنمية المجتمع وتوفير الحقوق
الإنسانية الأصيلة لجميع المواطنين
وتمكينهم من النهوض بواجباتهم وتخفيف وفرة الإنتاج وعدالة التوزيع وما
تتطلبه من الديمقراطية والمساواة ومن إحداث التغيير في المجتمعات والشعوب و أعداد
الأفراد للمساهمة فيه والتكيف لمطالبه .
ومن الاعتبارات الأساسية التي يستند إليها هذ المبدأ ما يأتي :
1 – امتلاك الوطن العربي موارد طبيعية وبشرية ذات
طابع اقتصادي التي تكمل أحدها الأخرى من قطر عربي لآخر ، لذا تظهر الحاجة إلى
التخطيط المتكامل والمتوازن بين الأقطار العربية في سبيل التكامل الاقتصادي لبناء
عصب اقتصادي قومي لا يمكن أن يخترقه الاقتصاد الغربي ، وما زالت التربية تعاني من
ضعف في تخفيف هذه الغاية ولاسيما استثمار هذه الإمكانات في مواجهة التحديات كسلاح
استراتيجي .
2 –التربية من أدوات التنمية الشاملة وأحد أهدافها والمتعلم من أخلاقها .
3 –تطور مفهوم التنمية وتجاوزها لمحض النمو الاقتصادي وشمولها للنواحي
الاقتصادية والثقافية والسياسية على السواء وللارتفاع بمستويات الحياة لسائر
المواطنين وتجلى ذلك في المذاهب الاجتماعية والاقتصادية الحديثة ، وسريان هذه
المفاهيم إلى سياسات بعض الدول وبرامجها في التنمية الشاملة .
4 –دافع المجتمع العربي وحاجاته الملحة وتحديات الصهيونية والاستعمار
والتخلف والتجزئة وتنامي إمكانياته البشرية والمادية ، وضرورة اعتماده في مواجهة
تلك التحديات وفي استثمار تلك الإمكانيات على التنمية الشاملة وتقدير دور التربية
في تحقيقها وأدراك قصورها عن النهوض بمهماتها ، وضرورة التخطيط للتربية والتنمية
الشاملة في صلاتها بالأهداف القومية والتعويل على العمل القومي في المجالين على
السواء .
الدكتور عبد الكريم علي
اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com
Email:qream_alymany@yahoo.com