السبت، 5 نوفمبر 2011

التربية البيئية





التربية البيئية
التربية البيئية هي العملية المنظمة التي تستهدف تحقيق الأهداف المرسومة و المرجوة لتكوين الإنسان الواعي بيئياً المؤمن و المتمكن علمياً و تربوياً و فهم أدواره و علاقاته مع البيئة فيما يكفل حماية النظام البيئي والمساهمة في حل المشكلات البيئية و التصدي بأساليب علمية لكل ما من شانه يؤدي إلى تدهور أو تدمير نظام إعالة و استخلاف الإنسان في الأرض .
أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءاً من تلوثها,واستنزاف مواردها,وصولاً إلى الإخلال بتوازنها حديث العالم كله, ولو كان للبيئية لسان لصكت اسماعنا صرخات الغابات الاستواية التي تحرق عمدا في غابات الامازون وانين المياه التي تختنقها بقع الزيت في الشواطي والبحار وحشرجة الهواء المختنق بغازات الدفينة واصوات الانفجارات الناتجة عن الحروب والدمار والخراب والرصاص في المدن الكبرى الذي تتعرض للحروب والاحتلال.
 في مساهمة لتجلية النظرة الإسلامية إلى البيئة و إصلاحها و المحافظة عليها فكراً و تطبيقاً ليوضح الموقف الإسلامي الأصيل القديم من القضية البيئية .إن معظم مشاكل البيئة يحسمها مبدأ الإيمان لتحقيق العدالة بين الإنسان و البيئة و مبدأ لا إفراط و لا تفريط مع الاتزان العقلاني في استغلال موارد البيئة , وان البيئة خلقت مهيأة لتحقيق مصلحة الإنسان و تحقيق حاجاته و أن الله تعالى خلقها بطريقة تفرض عليها أن تتكامل و تتعاون مع بعضها البعض و من ثم الحفاظ عليها حيث يؤدي كل من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمراً شرعياً و ذلك حتى لا يحدث خلل في الكون .
و إننا لو نظرنا إلى عمق تعلق الإنسان القديم أو الإنسان المعاصر لوجدنا أن هذا التعلق عبارة عن فلسفة   أيدلوجية ,و أن تلك الفلسفة ليست فقط عبارة عن فكرة أو سياسة خاطفة كالسياسات الأخرى بل نتعدى ذلك    بكثير ......
إننا لو فكرنا قليلا و تعمقنا بتاريخ و عمق هذه الفكرة لوجدنا أنها من أقدم و احدث الأيدلوجيات التي وجدت عبر العصور , و لو فكرنا أكثر و أعمق من ذلك لوجدنا أن هذه الفلسفة لن تأتي من عند الإنسان نفسه و حسب و إنما جاءت من خلال الكتب السماوية جميعها, و أكد عليها القرآن الكريم في محكم آياته عقيدة و شريعة  نجد رعاية البيئة نتصل بعدد من العلوم الإسلامية,في مقدمتها علم أصول الدين الذي وضح أن البيئة مخلوق مثل الإنسان       و أنها مكلفة للسجود لله تعالى و تسبيحه و لكن بطريقة يعلمها الله تعالى ,فالإنسان مسخر للكون و هو مخلوق مثل بقية الأشياء المحيطة به ,إلا أن الإنسان مميز عنها بالعقل و الإرادة و هو مناط التكليف.
و تنطلق من هذه الرؤية الفلسفية الإسلامية للكون أمور أخرى منها : ضرورة ألا يفسد الإنسان الكون من حوله , و ضرورة أن ينشر في الكون الخير و الصلاح بمفهومه الشامل و أن يعمر الأرض و أن يستصلحها ,و إن أعمار الأرض احد مقاصد خلق الإنسان ,فقد قال الرسول _صلى الله عليه و سلم_ : (من أحيا أرضاً ميتة فهي له ) رواه أبو داوود. و القاعدة الإسلامية "(لا ضرر و لا ضرار) ,إلا أن المحافظة على البيئة داخله في مقاصد الشريعة الخمس و هي : الدين و النفس و النسل و العقل و المال .فإفساد البيئة إضاعة لمقاصد الشريعة الإسلامية .  
الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا