الخميس، 26 يناير 2012

المعلم المتميز في فكر جلالة الملكة رانيا العبد الله




المعلم المتميز في فكر جلالة الملكة رانيا العبد الله



مكرمة هاشمية جديدة تضاف لمكارم الهاشميين تقابل بالشكر و التقدير و الاحترام من جميع المعلمين في الوطن الغالي لجلالة المعلم الأول الملك عبد الله و جلالة الملكة رانيا العبد الله على تفضلهم بإطلاق  جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز .

و إن هذه المكرمة هي لفتة كريمة من لدن فكر جلالة الملك التربوي و مدى اهتمامه و رعايته بالمعلم الذي يُعقد عليه الآمال بأنه قائد التغير للنهوض بالمستوى الذي يطمح جلالته للوصول إليه نحو أردن متسلح بالعلم و المعرفة , وأن يكون أبناءنا يتمتعون بالعلم ممارسة وسلوك, مزودون بخبرات  واقعية لطرق التعامل من أساليب الحياة مساهمين في التنمية الاقتصادية و العلمية و الاجتماعية و تطوير مهاراتهم و معارفهم .

و إن أهم صفات المعلم المتميز الذي تؤكد عليه جلالة الملكة رانيا العبد الله في اختيار المعلم المتميز في الورشة التي تعقد تحت رعايتها لاختيار معايير جائزة جلالتها للتميز التربوي و تركيز جلالتها على أهمية دور المعلم كمحور أساسي في العملية التربوية الذي يساهم في تطوير طيف التفكير لدى طلابه ، و يجب أن يكون بمثابة الأنموذج و القدوة و أن يقوم بتحفيز الطلبة على الدراسة و توفير الجو المناسب , و توفير البيئة الصفية المناسبة للتعلم بغض النظر عن الأدوات المتوفرة ، و إن المعلم المتميز هو الذي يشكل النواة الأســاســيــة لتحفيز  و زيادة دافعيتهم .

إن هذه الجائزة هي تقدير لجهود المعلم الذي يتخرج من تحت يديه الطبيب في عيادته و المهندس في مشروعه و المحامي في مكتبه و المزارع في حقله و التاجر في متجره و الجندي في خندقه و العامل في مصنعه ، فالمعلم هو الذي يقوم بجميع الأدوار و يجسدها في عمله أمام طلبته ليصبح المرآة التي يرى التلميذ بها نفسه.

و صفات المعلم الذي نطمح أن يكون متميزا , أن يكون فاعلا صادقا في معلوماته , موضوعيا في تفاعله       و تعامله مع طلبته  , مثقفا ملما بالعلوم و المعرفة , متسلحا بالمهارات التكنولوجية و القدرة على مواكبة التطورات العلمية و كل ما هو جديد في مجال تخصصه، مراعيا الفروق الفردية بين صفوف الطلبة , محققا مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية , مطبقا أساليب التربية الحديثة في تنويع أساليب التدريس , من تفريد التعليم      و نظام المجموعات و الاهتمام بالأنشطة اللامنهجية و استغلال البيئة المحلية ضمن الإمكانات المتاحة .

إن هذه الجائزة هي تكريم لكل المبدعين ,لأن من يكرم المعلم يكرم جميع المهن التي تخرجت على أيدي المعلم , و تحفز لدى المعلمين جو التنافس الشريف , وتعلم على ثقافة التميز و احترام المتميزين , و على المعلم أن يكون مبادرا في منظومة العمل التربوي الذي يعتبر المعلم محور أساسي فيها , و على المعلم أن يتمتع بفكر تربوي متطور بعيد عن الفكر الكلاسيكي البيروقراطي النمطي , ليكون معلما مبادرا مبدعا متميزا كما أراده جلالة القائد الأعلى معلما قدوة قائداً للتغيير و التطوير .

إن المعلم المتميز هو الذي ينظم الصف بطرائق مختلفة , فأحيانا يخاطب المعلم جميع تلاميذ الصف و أحيانا يستخدم طريقة التعليم في مجموعات صفية ليشبع حاجات التلاميذ ذوي القدرات التحصيلية المتباينة , ليعطي الفرصة لتلاميذ المجموعة الواحدة ليتعاونوا معا على أداء مهمة تعليمية واحدة, و أحيانا أخرى يعد أنشطة تعليمية لإفراد من التلاميذ ليواجهون مشكلة تعليمية معينة , لتصبح عملية التعليم مشوقة عندما يتعرف المعلم حاجات التلاميذ , فيختارون أساليب التعليم الملائمة و يعدون الأنشطة التعليمية المناسبة فيزداد اهتمام التلاميذ بالتعليم و يحققون انجازات تشعر المعلم بنجاح مهماته.

و لقد وضع معالي الدكتور خالد طوقان وزير التربية و التعليم مجموعة معايير و عناصر مشتقة من تحليل دقيق لعناصر التميز و الإبداع , وان "جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز " تعمل من خلال تسعة معايير أساسية و محورية هي " فلسفة الشخصية , القيم الأساسية للمعلم , فاعلية التعليم , إدارة الموارد , التنمية المهنية , مشاركة أمور الطلبة و المجتمع المحلي , علاقات العمل و التفاعل مع الآخرين , الابتكار      و الإبداع و التقييم و التقويم و النتاجات و الانجازات ".

و إن المعايير السابقة هي عبارة عن عناوين تستحق البحث و التعمق لمعرفة الدلالات و المضامين التربوية لكل معيار , و هذه المضامين التي تتضمنها المعايير مشتقة من الفلسفة التربوية لنظام التربية و التعليم في الأردن .

المعلم المتميز هو الذي يشجع بيئة التعلم للطلبة للحصول على نوعية عالية من التعلم , وهو الذي يستخدم أسلوب المديح بشكل منتظم لخلق الدافعية لدى الطلبة ,و يجب على المعلم أن يدرب الطلبة على أسلوب حل المشكلات و على التفكير الناطق و هو الذي يخلق جو من التنافس الإبداعي بين الطلبة و على التعاون فيما بينهم للقيام بالمهمات التعليمية , و قيام الطلبة بأنشطة ايجابية  لتحقيق التعليم الايجابي الذي يشترك به جميع الطلبة في الأنشطة التعليمية و المشاركة الصفية .

إن أهداف " جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي " تؤكد أهمية دور المعلم المتميز المبدع ذوي الخلق و المعرفة و المبادر المبتكر المساهم في تطوير التعليم لتخريج طلاب مفكرين و منتمين لوطنهم و لمجتمعهم , و العمل على زيادة تقدير المجتمع لمهنة التعليم و رفع الروح المعنوية للمعلمين , و تسهيل الأفكار الخلاقة و الخبرات المكتسبة بين التربويين .

تقديم نماذج متميزة للمعلمين و المدارس لمساعدتهم في سعيهم لتحقيق التميز و التطور الدائمين .

بالإضافة إلى اختيار و تقدير المعلمين المتميزين و المدارس المتميزة ، و ربط ما يتعلمه الطلاب في المدارس بالحياة العملية، و التأكيد على أهمية التفاعل بين المدرسة و المجتمع و البيئة المحلية .

إن معايير و أسس الجائزة تمتاز بشفافية و مصداقية كبيرة و أهدافها التي تشمل تعزيز مكانة المعلم و رفع مستوى التعليم في المملكة, إلى ذلك قامت جلالتها بإطلاق شعار الجائزة و ما تهدف إليه لإيجاد بيئة تربوية تجذر التميز في الأردن و توفر برنامج جوائز متجدد و دائم يساهم في تطوير البيئة المدرسية و إظهار المعلمين المتميزين و يقدرهم و ينشر قصص نجاحهم و إبداعاتهم .



الدكتور عبد الكريم علي اليماني

Email:qream_alymany@yahoo.com













ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا