الأحد، 1 يوليو 2012

امتحان التوجيهي بين الحقيقة والخرافة


امتحان التوجيهي بين الحقيقة والخرافةhttps://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcRkvLeW6RjWACgABtJzE11dP9IIBXrp93QihQUuMiEiJEjDg9U4




يتخوف سكان الأرض أينما وجدوا من احتمالية حدوث كوارث طبيعية , زلازل, براكين,أعاصير,هزات أرضية  تهز كيانهم الداخلي , تبعثر أوراقهم وأقلامهم وتكسر مجاديف المحبة والحنان الذي طالما انتظروا قدومها ونحن في الأردن ... بلد الرخاء والرفاه ... بلد المحبة والسلام ... بلد الطمأنينة والخيرات ... يغيب عنا وعن وطننا الحبيب أي طيف غيرة أو حسد ... فالشمل ملتئم ... والحب موجود والأمل والحياة ينعم بهما كل فرد .... طوال العام .... صيفا وشتاء ربيعا وخريفا .
ونبقى كذلك نفرح ونسعد ... ويملأ عيوننا الأمل ... الدنيا تضيق أمام ناظرنا من شدة السعادة والسرور والفرح إلى أن يأتي اليوم الموعود ويتمنى الكثير منا آباء وأمهات وطلبة وحتى سلطات أخرى لا حول لها ولا قوة أو كل من له علاقة بهذا اليوم يوم الامتحان للشهادة الثانوية العامة لنرى أن البسمة قد اختفت وزاد التوتر والقلق والاضطراب ... نعلن حالة الطوارئ في البيت والمكتب فلا موسيقى ولا مسلسلات ولا زيارات للأقارب وغير الأقارب ولا حتى زيارات العمل  ... ويغيب عن محال الدجاج واللحوم والخضار والفواكه كل أب آثر ألا يعود إلى بيته إلا ويداه محملتان بكافة الأصناف ونركض مسرعين غير آبهين بما يحدث حولنا من مزامير أو طبول, نسخر هواتفنا وسياراتنا وحتى الخادمات في البيوت لخدمة ابننا أو ابنتنا المدللة ذات الثمانية عشر ربيعا ... ولا تعجب عزيزي القارئ ولا تغضب فيما إذا اتصلت بصديق حميم وخطر ببالك إن نستذكر أيام الشباب معه ،تحتسي معه فنجان قهوة أو تداعب وإياه الأرجيلة ذات المعسل بطعم النعناع أو التفاح وأجابك بحزم وتصميم أكيد أني اعتذر فلدي ابن يتقدم لامتحان الثانوية العامة.
ترى من المسؤول عن انتشار مثل هذه الأجواء يوم الامتحان الثانوية العامة حيث تبرز حالات من التوتر والإغماء ،حالات مرادفة من الغش واللامبالاة حالات من العنف والدمار ، حالات تمارض حالات كثيرة وكثيرة جدا تصاحب وتسبق ساعة الامتحان دروس خصوصية في مادة وسهر متواصل دون انقطاع لمادة أخرى وننسى إن نعلم أبنائنا خلال ساعة كيف يحترم الطالب معلمه وكيف يتبادل معه الحديث الطيب مع المراقب وكيف تقع علية مسؤولية المحافظة على ممتلكات المؤسسة التي ينتمي إليها  كيف بنا نزرع الأمل في نفوس أولياء الأمور أولا وفي نفوس أبنائنا وبناتنا الطلبة وننزع عامل الخوف وعدم الثقة بالنفس ونهيئ فردا مستقبليا يؤمن بالمواطنة الصالحة ويحترم وطنه ويخلص العمل والتفكير مع نفسه أولا ومع الآخرين ثانيا يبتعد في سلوكياته عن إحداث الضرر أو الإيذاء أو الغش  ونصل إلى مرحله يتعذر فيها معلم ربما تسولت في نفسه إن يمد يد العون والمساعدة من وجهة نظرة إلى طالب قصر بحق نفسه أو صاحب مكتبة يأبى إن يصور منهاج مادة ما أو أخر يحاول كسر زجاج المدرسة .
ولا ننسى ونحن نخط هذه السطور أن نستذكر الجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار في الإعداد والتحضير لبلورة امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة بكافة المراحل والأشكال ومنذ شهور عدة إلى أن تصدر قوائم النتائج في الوسائل المتبعة لهذه الغاية , يحملون في قلوبهم محبة وحنان وأمل ودعاء بالنجاح والتوفيق لكل أبنائهم الطلبة دون تحيز أو أدنى رغبة في التعقيد أو التحدي.
يسعون بكل طاقاتهم لتوفير الراحة والمستلزمات لكل طالب جاء على نفسه ورغب في أن يتقدم لهذا الامتحان أو أوصله قدره إلى هذه الطريقة التي يعتقد الكثير من أنها نهاية المطاف وليس عندي أدنى شك في أنها بداية المطاف فيها يعتمد الطالب على نفسه ويتفحص تفكيره وأسلوب حياته ..... ويبتعد قليلا عن الشلة ويهتم بمستقبله ..... يتوجب عليه بذل ساعة إضافية أو أكثر إلى ما كان يقوم به من جهد ليدخل باب المنافسة من أوسع أبوابه ويجرب معترك الحياة بكل ثقة وأمل لا بما هب ودب من أساليب الغش أو الوصولية.
وأرجو أن يتسع صدرك عزيزي القارئ لتستقبل برقيات تربوية يتلمسها كل فرد في هذا المجتمع من بداية عقد الامتحان المذكور وإلى يوم انتهائه .
فهو امتحان عادي حسب السياسة التربوية مثل غيره من الامتحانات يقيس قدرات الطلبة ويمايز بينهم والفرص فيه متكافئة وتمت مراعاة الفروق الفردية لدى الطلبة والأجواء مهيأة لجميع الطلبة سواء من يجلسون على مقاعد الدراسة في قاعات الامتحان العادية أو من يرقدون على أسرة الشفاء أو حتى الذين شاءت الظروف تواجدهم في مراكز الإصلاح والتأهيل فالهدف عزيزي القارئ تربوي وسيبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض
ومن عليها ويبقى الإنسان إنسانا ونقسم سوية دون أدنى شك إننا في خدمة الوطن وخدمة أبنائه حتى نبلغ بالوطن عنان السماء رفعة وسمو مكانه وعظمة وبركات وخير   

والله من وراء القصد


د. عبد الكريم اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا