السبت، 5 نوفمبر 2011


أخلاقيات مهنة التعليم
لكل مهنة أخلاقياتها, و أخلاقيات مهنة التعليم تستمد من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف         و الدستور الأردني و عادات و تقاليد المجتمع  ,فهذه الأخلاق تنشا و يكتسبها المعلم منذ نعومة أظفاره  من خلال التنشئة الاجتماعية للأسرة و تفاعله مع زملائه في المدرسة و الجامعة       و المجتمع , حيث تصقل شخصيته, ويتبلور نتاج تلك الإطراف المذكورة آنفا من هنا ,فان هذه المهنة هي مهنة الأنبياء و الرسل و المربين و المفكرين و العلماء و الفلاسفة , مهنة صناعة العقول و تهذيب الأخلاق و تنميتها و تعظيمها بالاتجاه الايجابي , كيف لا و المعلم الأول سيدنا محمد- صلى الله عليه و سلم- كان القدوة الأولى للمسلمين و لنا جميعا في التسامح و الصفح   و الأخلاق الحميدة و الصبر و غيرها من الصفات التي ينبغي على المعلمين أن يقتدوا بها  في تعاملهم مع أبنائهم الطلبة على اختلاف مستوياتهم العمرية و الاجتماعية و الاقتصادية          و الدراسية .

إن مسؤولية المعلم جسيمة  و دوره عظيم , و إن على المعلم المحب لعمله الإخلاص له ,إذ أن الطالب  يحب معلمه و يحترمه عندما يجد فيه من القدوة الحسنة في القول و العمل  و العلم الراسخ و الحكمة و الرفق كما جاء في التوجيه النبوي الكريم :
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه, و لا ينزع من شيء إلا شانه ).
لذا فان على المعلم أن يمثل المسلم الذي يعبد الله على بصيرة,و أن يكون لطلابه قدوة حسنة يتأسون به مهتديا بهدي الرسول صلى الله عليه و سلم .
كلمة المعلم تشمل (المعلم و المعلمة و القائمون و القائمات على العملية التربوية من مشرفين و مشرفات و مديرين و مديرات و مرشدين و مرشدات ).
و إن مهنة التعليم رسالة سامية تستمد أخلاقياتها من هدي شريعتنا و مبادئ حضارتنا          و توجب على القائمين بها حق الانتماء إليها إخلاصا  في العمل و صدقاً مع النفس  و الناس    و غطاءا مستمراً لنشر العلم و فضائله و تنعكس أخلاقيات مهنة التعليم من خلال ما يلي :
- على المعلم أن يؤمن بأنه صاحب رسالة يستشعر عظمنها و يؤمن بأهميتها و يؤدي حقها بمهنية عالية .
- على المعلم أن يكون مثالاً للمسلم المعتز بدينه المتأسي برسوله - صلى الله عليه و سلم-   في جميع أقواله وسطياً في تعاملاته و أحكامه.

- على المعلم أن يدرك أن النمو المهني واجب أساسي و الثقافة الذاتية المستمرة منهج في حياته يطور نفسه و ينمي معارفه منتفعاً بكل جديد في مجال تخصصه و فنون التدريس         و مهاراته .

- أن يكون المعلم قدوة لطلابه خاصة , و للمجتمع عامة و هو حريص على أن يكون  أثره في الناس جميلاً باقياً,لذلك فهو يتمسك بالقيم الأخلاقية و المثل العليا و يدعو إليها  و ينشرها بين طلابه و الناس كافة و يعمل على شيوعها و احترامها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ..

- أن يكون المعلم  عادلا بين طلابه في عطائه و تعامله و تقويمه لأدائهم و يصون كرامتهم     و يعي حقوقهم و يستثمر أوقاتهم بكل مفيد .

- و أن يكون المعلم النموذج للحكمة و الرفق يمارسها  و يأمر بهما و يتجنب العنف و ينهى عنه و يعود طلابه على التفكير السليم و الحوار البناء و أسلوب حل المشكلات و حسن الاستماع إلى أراء الآخرين  و التسامح مع الناس و التخلق بخلق الإسلام في الحوار .
- و أن يعي المعلم أن الطالب ينفر من المدرسة التي يستخدم فيها العقاب البدني و النفسي لذا فان على المربي القدير أن يتجنبهما و ينهى عنهما .

- أن يعزز المعلم لدى الطلاب الإحساس بالانتماء لدينه و وطنه  كما ينمي لديهم أهمية التفاعل  الايجابي مع الثقافات الأخرى .

فالمعلم أمين على كيان  الوطن و وحدته و تعاون أبنائه , يعمل جاهداً لتسود المحبة المثمرة    والاحترام الصادق بين المواطنين جميعا و بينهم و بين أولي الأمر منهم .

تحقيقا لأمن الوطن و استقراره و تمكينا لنمائه و ازدهاره, و حرصاً على سمعته و مكانته بين المجتمعات الإنسانية الراقية , و أن يكون عضوا فعالا و مؤثرا في مجتمعه بشكل ايجابي .

وان يتصف المعلم بالثقة المتبادلة و العمل بروح الفريق الواحد  هو أساس  العلاقة ما بين المعلم و زملائه و بين المعلمين و الإدارة التربوية .

- و ان يدرك المعلم أن احترام قواعد السلوك الوظيفي و الالتزام بالأنظمة و التعليمات           و تنفيذها و المشاركة الايجابية في نشاطات  المدرسة و فعالياتها المختلفة أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية .

لذا على العاملين في مهنة التعليم أن يؤدون واجباتهم كافة و يصبغون سلوكهم كله بروح المبادئ التي تضمنتها هذه الأخلاقيات , و يعملون على نشرها و ترسيخها و الالتزام بها بين زملائهم و في المجتمع بوجه عام .




الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا