الثلاثاء، 3 يوليو 2012

لماذا العنف في الجامعات الأردنية ؟

 https://encrypted-tbn3.google.com/images?q=tbn:ANd9GcRaT4-rbAfY4H6jD9wZIuGWJU7eNgGtL8QtlrJjJESS-H6eXQmB

لماذا العنف في الجامعات؟
  ظاهرة العنف في الجامعات الأردنية منابر العلم.. دخيلة على أخلاق طلبتنا الأردنيين و بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي و عن الشرع و القوانين و الأنظمة و خارجة عن العادات و التقاليد التي عرف بها الشعب الأردني من المحبة و الكرم و التسامح و حسن الضيافة و الجود بما يملك.
و إن أبنائنا الطلبة الذي يعلق عليهم آمال كبيرة هم أمل المستقبل و غايته و عادته,فالجامعات الأردنية مصانع الرجال في مختلف الميادين , وان الكفاءات العلمية التي تتخرج من جامعاتنا الأردنية الحكومية و الخاصة موقع فخر و اعتزاز لجميع العاملين في الحقل التربوي و إلى جميع الأردنيين في مختلف الميادين .
 و ما حدث في الأيام الأخيرة بين عدد من طلبتنا في جامعاتنا الحبيبة لا يعتبر ظاهرة و لكن نحن كتربويين يجب أن نقف عند هذا الحدث لأنه حدث مستهجن و غريب و لابد من الوقوف عنده و دراسة أسباب هذه الحالة الغير طبيعية .
ومن وجهة نظري كتربوي لا بد من الاعتراف أن هنالك مجموعة أسباب يجب التأشير عليها ,
أول هذه الأسباب : هي التربية البيئية و التنشئة الاجتماعية , و يجب على الأسرة أن تربي أطفالها على احترام القانون , و أن سيادة القانون واجب وطني ,و الخروج عنه يعتبر جريمة يستحق فاعلها العقاب و  أن احترام النظام والتقيد التام بتعاليمه يتعلمها الطفل منذ نعومة أظفار و تصبح سلوكا يوميا عندما يبدأ يحترم نظام الأسرة الخاص و لا يخرج عن القوانين التي تم التعارف عليها من قبل أفراد الأسرة و يجب أن تربي الأسرة أطفالها على التقيد التام باحترام القانون و التعليمات , حيث ينعكس ذلك على سلوك أفراد الأسرة .

المدرسة هي الجسر الذي يعبر الطفل من خلاله إلى الجامعة و إن مدارسنا في مناهجها المطورة و تجهيزاتها الحديثة و حوسبة التعليم و الاهتمام العام بها بتوجيهات جلالة الملك و جميع العاملين في وزارة التربية و التعليم و تدريب و تأهيل المعلمين و تزويد المدارس بالخبرات التربوية في مختلف المجالات العلمية , و يقع على عاتق المدرسة غرس الانتماء و الولاء في نفوس أبنائنا الطلبة و جميع منجزات الوطن الغالي و إلى جميع مؤسسات الوطن و منها الجامعات ,فضرورة إدخال محاضرات نوعية للطلبة تبين فيها أهمية احترام القانون و المحافظة على سيادته ,و إن الخارج عن القانون يواجه بالعقوبات الرادعة في حالة مخالفة الطالب لمجموعة القوانين و الأنظمة و التعليمات التي تحكم العملية التربوية و التعليمية في الجامعات ,وان تقوم المدرسة برحلات مدرسية الى الجامعات و حث الطلبة بالجامعات على الالتحاق بالجامعات و احترام جميع العاملين فيها , وان تقوم المدرسة باستضافة أساتذة من ذوي الاختصاص لتوعية أبنائنا الطلبة و التقيد التام بالقانون و التعرف على قوانين الجامعة .
و في حالة مخالفة ماهية العقوبات التي يواجهها الطلبة في حالة الخروج عنها و قد تصل هذه العقوبة إلى فصل الطالب من الجامعة و خسارته المقعد الجامعي أو رسوبه أو تأخير تخرجه...الخ.
وسائل الإعلام يقع عليها السبب المباشر في الفوضى و الانفلات التي يعيشونه الطلبة و صعوبة سيطرة الأسرة على أبنائنا في ظل التسارع السريع و ثورة الاتصال و المعرفة وراء الحياة و الإقلال من دور الأب كعنصر ضبط مباشر على الأسرة و متابعة الأبناء و انشغال الآباء و غيابهم عن الأسرة و قيام الأم بدور الأب و الأم معا
,حيث لا يمكن أن تقوم الأم بهذين الدورين إلا و احد على حساب الآخر .

أصبحت وسائل اللهو من مقاهي الانترنت و استغلالها بطريقة غير صحيحة عنصر مباشر لإفساد أبناءنا الطلبة لابد من الوقوف عندها و التأشير عليها بشكل مباشر و عدم إغفالها لأنها سبب من أسباب الفوضى و الانفلات و التسيب , ووضع ضوابط عليها و كيفية استغلالها للفراغ الروحي الذي يعاني منه شبابنا و الابتعاد عن القيم الإسلامية و العربية  النبيلة و احترام الآخر و تقدير كفاءة الآخرين .
تفعيل دور مدير المدرسة كمشرف مقيم في المدرسة يجب أن يعرف كل صغيرة و كبيرة عن طلاب مدرسته , و الاتصال بذويهم من خلال تفعيل مجلس الآباء و الأمهات , وان لا تكون هناك حدود بين المدرسة و الأسرة وان يطلع مدير المدرسة الآباء على جميع سلوكيات أبناءهم ويجب تفعيل دور المشرف التربوي من خلال التوسع في إعطاء المحاضرات الخاصة بكيفية التعامل  الطالب مع زملائه الطلبة داخل أسوار الجامعة.
إشراك طلاب المدرسة بالغرف الرياضية المجاورة للجامعات و ان يكون سور المدرسة امتداد لأسوار الجامعة .
يجب إن ينعكس سلوك الطلبة على احترام المعلم , لان المعلم قدوة الطالب و احترامه واجب , والطالب الذي يتعود على احترام معلميه يحترم القوانين و الأنظمة للمؤسسة التربوية التي يدرس بها , وان الطالب المربى تربية سليمة لا بد ان تنعكس تربيته على أخلاقه و تصرفاته و أسلوب حياته و تعامله مع زملائه و على سلوكياته لان السلوك يهذب بالتربية السليمة .
لابد أن تكون شخصية الطالب قوية,معبر عن ذاته ,باحث عن المعلومة و منقب عنها في مختلف بحور العلم و المعرفة ,آخذها أين وجدها ،فان من أساليب التربية الحديثة ان يكون المعلم مرشد وموجه و الطالب باحث و منقب عن المعلومة التي تفيده في مجال درسه و هذا يتطلب إعطائه الفرصة في الحرية بالتعبير و الحوار و المنافسة و إبداء الرأي , ولم يعد دور المعلم هو الملقن  و دور الطالب هو المتلقي و المستقبل للمعلومة فقط و ان الطالب هو مشارك و يجب ان تكون المدرسة خلية من الافعال و التواصل و على الطالب ان يكون عضو فعال في اختيار المادة التي يريدها و المنهاج الذي يتلقاه.

هنالك دورا مهما يجب ان تقوم به مؤسساتنا الاجتماعية في غرس مفاهيم لدى ابناءنا الطلبة من اسرة ورياض اطفال و مدرسة و حي و نادي و مسجد ودور عبادة و شلة الرفاق الذين لهم تاثير على سلوك الشباب ربما اكثر من جميع المؤسسات الاجتماعية الذي ذكرت , وان يراقبوا و يكونوا نوعية منسجمة بعيدة عن السلوكيات التي تؤدي الى الانحطاط الاخلاقي و عدم السماح للشباب المبيت خارج بيته , يجب ان يسال الاهل ابنائهم عن التاخير و اسباب التاخير خارج البيت , وان يربى الاطفال على الصدق و الصراحة و الوضوح و ان يفتح الوالدين نقاش يومي مع ابنائهم عن مسيرة ذلك اليوم.
نامل من مؤسساتنا الاجتماعية بمختلف ادوارها  ان تغرس لدى ابنائنا الطلبة  مفاهيم تربوية ذات دلالات و مضامين وان تؤكد مفهوم اننا نعيش اسرة و احدة بعيدا عن التعصب و حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"دعوها انها نتنة " وهي من صفات الجاهلية و ان لايكون هنالك مفهوم خطا كفهم الحديث النبوي الشريف :"انصر اخاك ظالما او مظلوما " وان تفسير هذا الحديث يجب ان يكون مبني على النصيحة و الموعظة الحسنة .
اقترح مجموعة من الحلول لمثل هذه الحالة ,التي نتمنى ان لاتكون ظاهرة , ومن خلال هذا التحليل المتواضع , اضع هذه الاقتراحات :
1.    تفعيل دور مجالس الاباء في المدارس و انفتاح الجامعات على المجتمع المحلي .
2.  وضع مجموعة من القوانين و الانظمة الرادعة في حالة حدوث مثل هده المشاكل تصل الى فصل الطالب و حرمانه من دخول اسوار الجامعة .
3.  تفعيل المجالس التأديبية  داخل الجامعات , وفي حالة ايقاع العقوبة بحق أي طالب  و لاي سبب ان تقوم عمادة شؤون الطلبة بتعميم اسم الطالب على جميع الجامعات , وان يعلق اسم الطالب على جميع اللوحات داخل الجامعة ليبين اسباب فصله حتى ياخذ جميع الطلبة عبرة من هذا الطالب المفصول .
4.  ان يتم اشغال الطلبة في طلب الابحاث و مراجعة المكتبة و متابعة كل ما هو جديد عبر شبكة الانترنت فيما يتعلق بنوع اختصاصهم الذي يدرسونه .
5.  تعبئة فراغ الطلبة من خلال الرحلات العلمية المفيدة و الفرق  الرياضية و الكشافة و القيام بالأعمال التطوعية التي تعود بالنفع على صيانة مباني الجامعات و مساعدة المجتمع المحلي.
6.  إدخال مساق في جميع الكليات يعنى بالتربية الوطنية ,يقوم على تدريسه نخبة من الأساتذة المؤهلين من اجل غرس الانتماء و الولاء و احترام سيادة القانون ,ونبذ التعصب و العنصرية و احترام الرأي و الرأي الآخر .
7.  أن تكون قرارات مجلس الضبط أو المجلس التأديبي في الجامعة قرارات مجلس الضبط او المجلس التأديبي في الجامعة قرارات نافذة بحق اتخاذ  العقوبات للآخرين عن القانون وان تكون .
الدكتور عبد الكريم علي اليماني

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا