الاثنين، 27 فبراير 2012

مدير القرن الحادي والعشرين وادارة المستقبل






مدير القرن الحادي والعشرين 
وادارة المستقبل


تقتضي ذاتية كل جيل ان تكون فترته لا نظير لها والان تمر البشرية في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين وبتقديري سيكون هذا العقد بمثابة الركيزة الثانية للتاريخ الانساني بعدما شكل عقد الثلاثينات من القرن السادس عشر أحد ركائز التاريخ الانساني لانه حدد الاتجاه العام لكثير مما تلاه لفترة 400 سنة تقريبا وهي كانت بداية العصر الحديث ( الاكتشافات العلمية وأفكار هارفي ونيوتن وكوبر نيكوس الفكر السياسي والفلسفة السياسية لاسيما أفكار بودان ولوك مونتسيكو )
واليوم يشبه العقد الاول من القرن الحادي والعشرين ذلك العقد لانه في هذا العقد تكون الاعمال أكثر حذرا عن ذي قبل والمستقبل جديد وليس كما تعودنا ان يكون حيث يحمل العقد الجديد فلسفات جديدة وطرق جديدة وعدة معرفية جديدة وأساليب جديدة وإدارة الكترونية وتجارة الكترونية وحكومة الكترونية وعولمة لذا يجب معرفة وفهم كل هذه التطورات والتغييرات للنجاح والبقاء والمساهمة في عالم اليوم وهذا ما يجب ان يعرفه مدير القرن الحادي والعشرين
• أدوات عمال المعرفة :
أدوات عمل اليوم والغد والمستقبل مختلفة تماما ويجب على مدير القرن الحادي والعشرين إتقانها وسيكون عمال الغد متعلمي حاسبات ولديهم مجموعة كبيرة من الادوات الاوتوماتيكية تحت تصرفهم وسيمتلئ صندوق أدوات المستقبل بتكنولوجيا المعلومات وتتكون تكنولوجيا المعلومات بصفة أساسية من الحاسبات مختلطة بالاتصالات اللاسلكية والشبكات كما تتضمن نظم الخبرة والتخيل والاجهزة الاوتوماتيكية والانسان الالي وتكنولوجيا الاستشعار والاجهزة الالكترونية الصغيرة المدمجة في منتجات ونظم وادوات ويتكون العمود الفقري لشبكة المعلومات من اشارات رقمية تنقل من خلال شبكة بصرية ليفية وتدعمها الاقمار الصناعية والتكنولوجيا اللاسلكية ما يطلق عليه الطريق السريع للمعلومات
وباختصار إن البنية الاساسية الجديدة للمعلومات السريعة تلعب دورا كبيرا في سرعة تنفيذ العمليات وخفض التكاليف
وقد يحول البائعون سياراتهم وشاحناتهم الى مكاتب متنقلة وستكون العديد من الاجتماعات الروتينية مؤتمرات بالفديو وسيعالج البريد الالكتروني والبريد الصوتي اتصالات أقلّ استعجالا وستحدث هذه الاتجاهات تاثيرات عميقة بالنسبة لكل شيء لذا لا بد من معرفتها واتقانها والاهتمام بها
• قوى عاملة متنوعة أكثرها نساء :
بحلول عام 2010 او 2015 سنرى قوى عاملة مختلفة تماما عما نراه اليوم قوى عاملة أكثر تنوعا يزيد فيها عدد النساء وعلى المدير الشرقي أن يقبل بذلك ويتعود عليه ويدعمه وعلى المرأة أن تشارك بفعالية وتحصل على التكنولوجيا واستثمارها تحت طائلة البقاء بدرجة أدنى من الرجل على سلم التطور أو على الاقل تبقى تابعة للرجل وتظهر تبعية من نوع جديد هي التبعية التكنولوجية والمراة على ما أعتقد لا ينقصها تبعيات اخرى فما فيها يكفيها.
• إدارة التغيير :
برأينا إن موضوع المستقبل هو قدرتنا على التعامل مع التغيير الجذري الكلي وسيكون أهم مؤشر لنجاح الشركة أو المؤسسة أو الادارة في العشر سنوات القادمة هو اتجاه ثقافة الشركة أو المؤسسة بشأن التغيير
ويعتبر من افضل المؤشرات الاختبارية للنجاح او الفشل النهائي رغبة الهيكل في النهوض بالتغيير النظر لنفسه باعتباره أرض اختبار تكافح يوميا في معارك لا تتمثل فقط في تلك التي تحدث عند كل خطة جديدة
الان نعيش عصر انفجار المعلومات والانتشار السريع للتكنولوجيا وهذا ينتج تغييرا بسرعة مذهلة لا تخطر على بال حتى كبار رجال الاعمال المتمرسين وبرأينا التحدي القادم هو كيف ندير التغيير وفي سورية يقود الرئيس الشاب بشار الاسد عملية تغيير هادئة ناضجة حتى لا تكون هناك أثمان وخضات اقتصادية واجتماعية لكن ذلك لا يعني ان تتسم عملية التغيير بالبطء.
• التشاركية والتعاونية :

مهما يكون المدير أو الوزير عبقريا ومؤهلا لا يستطيع أن يحقق ويفعل كل شيء بمفرده والنتيجة تكون بعد سنة تقييمه بأنه غير ناجح واستبداله لذا لا بد من التشاركية والتعاونية في العمل والقرار وفي أخذ رأي الاخرين العاملين الموظفين وقادة الصف الثاني والاصغاء اليهم وتنفيذ رغباتهم واقتراحاتهم اذا كانت ايجابية ومنطقية وذات جدوى والرد عليهم واقناعهم بخطأ افكارهم إذا كانت كذلك ويجب الاستمرار بالمزيد من تقاسم المسؤولية والتشارك والتعاون للوصول إلى نتائج مهمة تخدم البلد والمؤسسة.
• يجب إبداع طرق للوصول إلى الاهداف بشكل سريع :
يجب على الادارة اتخاذ قرارت شجاعة كي تستطيع التخلص من الاخطاء ولا يجوز أن يبقى الخطأ مستورا لفترة طويلة ويجب عقد مؤتمر دوري لجميع العاملين في الشركة او المؤسسة يعرض فيه العاملين ملاحظاتهم ويحضر الاجتماعات مواطنين عملاء مستفيدين من خدمة المؤسسة يقولون اذا تعرضوا لابتزاز معين ومن ابتزهم ؟؟
• يعتبر المدير العام البطل في قيادة الاعمال اليوم وتطويرها وهو العنصر الاساسي لتحقيق النجاح او الفشل في المستقبل لذا على المدير العام اليوم أن يمتلك العدّة المعرفية الجديدة تحت طائلة التخلف عن لغة اليوم وعلى القائمين على الامور ان يراقبوا ذلك ويحاسبوا كل مدير لا يواكب تحت طائلة خسارة قيادته وادارته لانه غير جدير وغير مفيد للبلد حيث لا يوجد مكان للاختباء في عالم اليوم.
• القيادة القيادة القيادة :
ليس كل مدير هو قائد لكن كل قائد هو حتما مدير ناجح لذا يجب البحث عن القادة لانّ هؤلاء يكونون الاوائل . وكل مؤسسة وشركة خالية من القيادة ستجد صعوبة في الحفاظ على مكانها وربما تجد صعوبة اكبر في الاستمرار وعلى المدير أن يتعامل مع المستقبل ويفكر بالمستقبل واذا أراد أن يكون قائداً كفأ في القرن الحادي والعشرين عليه اكتساب طلاقة في لغات الاعمال التالية :
- الادارة الاستراتيجية
- علوم المعلومات
- النقود واسعار الصرف واثار التضخم
- اللغات الاجنبية
- استثمار الحاسب واستخدام البرامج الاحصائية لا سيما رزمة الاحصاء للعلوم الاجتماعية

• على المدير أن يمتلك عيوناً حادة واقداماً سريعة :
يجب أن يمتلك المدير ثقافة التحرك للامام وهذا يكون جزءاً من ثقافة الحكومة والدولة بشكل عام والا يفقد المجتمع وتفقد الادارة القدرة على التحرك وتصبح الادارة فيلاً ضخم لديه التهاب مفاصل لذا يجب أن يتمتع المدير بالمرونة والمبادرة والسرعة وعلى النظام الاداري بالكامل ان يكون كذلك ويجب التخلي عن المركزية الشديدة وحتى تنجح الادارة في القرن الحادي والعشرين يجب أن تتمتع بدرجة من اليسر في تحريك الموارد وخاصة الموارد الانسانية البشرية المدربة حيث يمكن تحريك الموارد من موقع وظيفي الى آخر ومن نشاط الى آخر .
• إعادة التصنيع القائم على المعرفة بدل عمال الورشة :
يجب إعادة التصنيع بحيث يكون كثيف المعرفة بدل التصنيع كثيف العمالة لان هكذا تصنيع لا يربح ولا يصمد في عالم انفتاح التجارة ومنظمة التجارة العالمية ومنطقة التجارة العربية الكبرى والشراكة مع أوربة والمنافسة الدولية القادمة مع تطبيق اتفاق الشراكة ستؤدي الى اعادة هيكلة التوظيف بحيث يزيد احتمال ان تتطلب وظائف التصنيع والوظائف الادارية تعلما جامعيا والماما كبيرا بالتكنولوجيا ففي اليابان اليوم مثلا في اللحظة التي يقوم فيها عميل بشرب وشراء مشروب منعش تذهب المعلومات مباشرة الى صانع الزجاجات.
• المستقبل ليس ما تعودنا ان يكون :
أن مصدر الازعاج في عصرنا هو ان المستقبل ليس ما تعودنا ان يكون لكن علينا ان نفكر بطريقة جديدة ونحن الان في القرن الحادي والعشرين وعلينا عدم مقاومة التغيير وعلينا ان نعمل لتيسير التغيير وخاصة استخدام الادوات الجديدة وتعلم المهارات الجديدة والتعامل مع التكنولوجية وفهم الاخرين كيف يفكروا وكيف يعملوا ثم نجري محاكاة مع الاعمال الجيدة ونبدأ من حيث انتهى الاخرون ولا نحول البلد والادارات عندنا الى حقل تجارب ونخسر المال والوقت ويكون الاخرين قد وصلوا الى اماكن بعيدة من الصعب ان نلحق بهم.


• يجب أن تتمتع بالاناقة والطموح والتحرك والعالمية :
على النظام الاداري ان يسمح بدخول الشباب المؤهل الذي يمتلك مهارات جديدة والخبرة تأتي وتتراكم عبر العمل والا كيف ستاتي الخبرة الى من لا يعمل ولا يمارس وعلى الشباب والمدراء الجدد مدراء المستقبل ان يكونوا طموحين وانيقين ويعملوا بطريقة عالمية لان بيئة العمل اليوم ليس محلية وليست محصورة والادارة اليوم ادارة بلا زمان وبلا مكان ومتخلصة من الانحصار الزماني والمكاني ويجب بناء القدرات على هذا الاساس حتى ننجح ونجذب الاخرين حيث تشرع الدولة اليوم جذب وتملك المستثمرين العرب والاجانب للمصارف والعقارات وغير ذلك من الامور الاخرى
*هل يمكن فعلا التنبؤ بالمستقبل ؟
اذا أردنا النمو والتقدم في مسارنا المهني والوظيفي والاداري والاقتصادي علينا ان نتصف بالفعالية والدينامية والاطلاع والمعرفة والقراءة ويجب أن تكون هذه المهارات عامّة لجميع المديرين والموظفين والقائمين على العمل.
وإنه لا بدّ أن نجهز أنفسنا بالمهارات والمعارف المطلوبة للتصدي للتهديدات واغتنام فرص المستقبل بل إن بقاءنا ورفاهيتنا ونجاحنا في تنفيذ خططنا يعتمدان على قدرتنا في التنبؤ والتواكب مع مشكلات وتهديدات المستقبل وعلى فهم وتقييم ومراقبة آثار أفعالنا من أجل تخيّل وإيجاد مستقبل أفضل والتنبؤ هو وجود نموّ في كلّ شيء إلا في المشاكل والاخطاء التي يجب ان تكون في اضمحلال وزوال او على الاقل في تناقص مستمر.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا