الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

أسرار السعادة



أسرار ........ السعادة

الناس السعداء اطول عمراً لانهم اكثر فهماً للحياة و تقديراً لظروفهم,و توقعاً لمستقبلهم ,           و الانسان الذي يرضى بذاته عن ذاته هو الذي يشعر بالرضا عن الحياة الاسرية او الصداقة او الزمالة و الحياة الاجتماعية اي محبة الحياة بوجه عام لان سر الرضا عن الحياة هو رضى الانسان عن نفسه.
و علينا ان نقدر ذاتنا و نركز على الجوانب الطيبة في انفسنا و الايجابية ,و ان نبتعد عن الشعور بالرثاء للذات,و الكف عن حديث السلبية, لكي تكون سعيداً في الحياة عليك ان تنسجم مع نفسك اولاً,و تقدير الانسان لذاته عامل مهم جداً في تحقيق السعادة .
و ان السعادة هي حقيقة اكدتها دراسات سيكولوجية عديدة ترتبط بالسمات الشخصية,فهناك منهم سعداء في حياتهم بغض النظر عن وضعهم المالي او الاجتماعي او نوع العمل او مكان الاقامة,     و السعادة هي مزاج يتاثر به الشخص نتيجة لسمات شخصية يتمتع بها الفرد و تختلف من شخص لآخر.
الناس الاكثر مرحاً و اكثر شجاعة انهم الواثقون من انفسهم,الذين يمشون في صالة مليئة بالغرباء و يقدمون انفسهم بحرارة ربما يكونوا ايضاً اكثر قبولاً لانفسهم ,ان قبولهم لانفسهم يجعلهم واثقين من ان الاخرين سيقبلونهم ايضاً.
هؤلاء الذين يمنؤون انه:"بالايمان يمكن للمرء ان يحقق كل شيء",و انه عندما اقوم بعمل جديد فأنني اتوقع النجاح هؤلاء الناس قد يبدون خياليين,لكن اذا نظرنا للنصف الممتلىء من كأس الحياة بدلاً من النصف الفارغ فسنجد انهم سعداء عادة.
و السعداء هم المتفائلون بنجاحات اكبر,فهم بدلاً من ان يروا في نكساتهم علامات على عجزهم ينظرون اليها بوصفها مجرد سوء حظ او على انها دلالة على الحاجة لاسلوب جديد,فالانسان الذي يواجه الحياة بموقف يتلخص في كلمة "نعم" للناس و الامكانات يعيش بقدر اكبر من الفرح         و القدرة على المغامرة ممن يقولون لكل شيء"لا".
و على ذلك فالوصفة الطبية للسعادة لا تتطلب التفكير الايجابي وحده او السلبي وحده ,بل تستلزم مزيجاً من التفاؤل الوافر للتزود بالامل ,و قدراً ضئيلاً من التشاؤم لتفادي التواكل,و واقعية كافية للتميز بين كل ما يمكن ان تتحكم فيه و ما لا نستطيع السيطرة عليه.
و حتى نصبح اناس سعداء يجب ان نكون  "اكثر وداً" او ننظر بتفاؤل اكثر الى العالم ,و يمكن ان نثقل كاهلنا بمسؤلية اختيار مزاجنا او طبعنا الاساسي ,فنحن نجلب معنا طباعنا الى العالم, و نضيع جزءاً من تكوين شخصيتنا.
هناك مبدأ اخلاقي يخصنا جميعاً حتى نصبح أكثر سعادة هل نرغب ان نغير انفسنا تغيراً مؤثراً بصورو ما ؟و في ان نرتفع بتقديرنا لذواتنا؟و ان نصبح اكثر تفاؤلاً و اكثر التزاماً بمحيطنا الاجتماعي ؟حسناً ,ان الاستراتيجية الفعالة لذلك هي ان ننهض و نبدأ فعل هذا  الشيء بالذات ,و لا يقلقك انك لا تشعر بميل نحوه ,تحايل على الامر,تظاهر بتقدير الذات,تضيع التفاؤل,تقمص روح الود و الانفتاح على الاخرين .
و من الصحيح ايضاً اننا نملك القدرة في داخلنا القدرة على التاثير في مصائرنا الخاصة ,و ذلك لاننا خالقون مثلما نحن مخلوقات لعواملنا الاجتماعية ,و ربما نكون نتاجات لماضينا,لكننا ايضاً مهندسو مستقبلنا .
ان الشخصية الانسانية ليست شيئاً مبرمجاً مثل لون العين ,و طباعنا المسبقة التكوين التي نجلبها معنا الى العالم تترك المجال لتاثير التربية ,و لجهودنا الخاصة ايضا فما تفعله اليوم يشكل عالمنا و انفسنا غداً.
من صفات الانسان الذي يتمتع بشيء من السعادة ان لا يحسد و لا يحقد و ان يعامل الناس ,كما يجب ان يعاملوه و ان يكون بعيداً عن الكراهية و يتمنى الخير للاخرين كما يحبه لنفسه ,و ان يسعد في محبة الاخرين , و لا ينظر لهم بعين الكراهية,و ان لا يتمنى زوال النعمة عنهم .
و الانسان العقلاني هو اكثر الناس سعادة لانه منسجم مع نفسه و اسرته و مع مجتمعه العملي ,    و الاجتماعي , و الانساني,و هو أقرب الى نفوس الناس لانه انسان واقعي في التفكير و محب للجميع,قائماً بواجبه على اتم وجه و مغالياً بحقوقه كاملةً,هذه فلسفة السعادة لدى الانسان الذي خلقه الله في احسن تقويم .

الدكتور عبد الكريم علي اليماني   




ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا