الاثنين، 5 نوفمبر 2012

حوادث السير .... تقتل الأبرياء





حوادث السير .... تقتل الأبرياء
  
السياقة فن... ذوق...أخلاق  ...  شعار سمعناه و قراناه كثيرا , و متى تكون قيادة المركبة فن ؟
عندما يقود السائق و هو يحترف هذا الفن , و يتعامل مع سيارته بكل حرفية , و تكون سيارة صالحة للقيادة على الطرق, و تكون مصانة بشكل دوري يضمن سلامة من يقودها و سلامة المواطنين الذين يمشون على الطرقات , و من يستخدم الشارع و الطريق و السيارة معاً .

و قيادة المركبة ذوقاً رفيعاً عندما يقودها السائق و هو يعرف أصول القيادة, و يتعامل مع المشاة على الطرق حسب السرعة المحددة و لا يتجاوزها معرضاً حياته و حياة المواطنين للحوادث التي تؤدي بهم إلى التشوه    و الموت و الخسارة المادية و المعنوية التي لا يمكن تعويضها ,لان فقدان مواطن بسبب حوادث الطرق خسارة كبيرة على أسرته و على الوطن و عذاب كبير يلاحق المتسبب في موت مواطن برئ فقط لأنه قطع الطريق .
لقيادة السيارة أخلاق و قيم كبيرة مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف و من القيم العربية النابعة من تراثنا التي كانت قيم الفارس الذي يتمطى صهوة حصانه,فانه يدافع عن العشيرة معرضاً نفسه للهلاك في سبيل إنقاذ أموال العشيرة أو نجدة مواطن طلب الاستغاثة بهذا الفارس, و أصبح فارسنا اليوم في ظل التغيرات المتسارعة يقود سيارات بأنواع مختلفة و فاخرة و ذات سرعات عالية جداً .
 مقابل كل هذه النعم التي انعم الله سبحانه   و تعالى على البشرية يجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم التي لا تعد و لا تحصى , و أن نتعامل مع السيارات و مع المشاة و مع الطرق التي تسير عليها السيارات و المواطنين معاً بأخلاق المسلمين في التسامح و التواضع , و نحمد الله على نعمة الأمن و السلام و عدم التهور في قيادة السيارات,و تعرض أرواح المواطنين إلى القتل أو التشوه و هدر غير مبرر في المال العام , و خسارة كبيرة على من يفقد عزيز بسبب حادث سير قام به شخص غير مسؤول استخدم سيارته بدون أخلاق,فكانت النتيجة انه عرض نفسه للحوادث  و ربما للسجن أو الغرامة أو التشوه أصبح بعدها عالة على أسرته و مجتمعه فقط لأنه قاد سيارته بدون أخلاق...

كم من عائلة أدما قلبها سائق متهور تسبب في فقدان من كان يعول عليها في حياتها , و أصبح الحزن يلازمها مدى الحياة؟ كم من سائق طائش حوَل حياة أناس إلى كآبة دائمة عندما كان سبب في تشوه ابنهم و أصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن كان هو الامل الوحيد لهم .

إن نعمة السيارة و ما تقدمه لخدمة العائلة بكونها مصدر مهم من مصادر سعادتها,و ان تقضي لهم مستلزمات حياتهم الضرورية, و أن السيارة لا يمكن الاستغناء عنها في أي بيت!و لكن يجب تسخيرها لخدمة أفراد الأسرة  و للشيء الذي وجدت من اجله, و أن تستخدم بطريقة صحيحة, و الذي يقود السيارة يجب عليه ان يقوم بصيانتها بشكل دوري , و أن تكون الطرق صالحة للاستخدام و أن لا تكون سبباً في هدر الأموال و الأرواح   و سبب مباشر في تدهور و انحراف السيارات عن مسارها الصحيح.

إنني اقترح أن تكون هناك توعية مرورية و بشكل مستمر من خلال الإذاعة و التلفاز و الصحف المحلية , و أن يعرض الحادث لمشاهدته عدة مرات عسى أن يأخذ الجميع عبرة منه, و أن يكون هناك مواد في مناهج المدارس و الجامعات لغرض توعية الطلبة في كيفية التعامل مع الطرق و أماكن العبور المناسبة , و عدم التعجل في قطع الشوارع ,و في حالة حدوث حادث لا سمح الله توضح كيفية التعامل معه و إعطاء الأولوية في الإسعاف و الطوارئ في المستشفيات.

و السائق المسرع الطائش المتهور قد لا يصل أبدا أو لا يجعل من الآخرين أن يصلوا إلى أسرهم ابداً و يحرمهم الحياة , و يكون سبباً في قتلهم و حرمانهم نعمة الحياة لمجرد أن يرضي غروره في قيادة السيارة بسرعة     و طيش و عدم تحمل المسؤولية ناسياً ان قيادة السيارة فن و ذوق و أخلاق .



                        الدكتور عبد الكريم علي اليماني
Email:qream_alymany@yahoo.com   

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا