الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

الإسلام وفلسفة الرحمة



الإسلام وفلسفة الرحمة

أن الدين الإسلامي مبني على فلسفة ، مستمدة من كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما توارث من السلف الصالح، فان الفلسفة الإسلامية مبنية على الرحمة ، وهي فلسفة الوسطية والاعتدال والاتزان . حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما عمل بني آدم عملا لم يبدائه باسم الله الرحمن الرحيم نقص شطر العمل " أي أن في بسم الله الرحمن الرحيم وردت الرحمة بها مرتين مرة في الرحمن ومره ثانيه في الرحيم ، وقال تعالى  "كنتم خير أمتا أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " ، أي الأصل في الشريعة الإسلامية هي الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجميع هذه المبادئ هي مبادئي رحمة للعالمين ومبادئ تحث على القيم الإسلامية التي جعلت المسلمين اخوة في آيات كثيرة وان  .
وان الدين الإسلامي مبني على فلسفة  الرحمة ،لان هذا الدين يحرم القتل ، قتل النفس بدون سبب ولم يحدد أي نفس  ، أو عرقها ،أو مذهبها ،أو جنسيتها "من قتل نفسا بغير نفس كانما قتل الناس جميعا ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً " ولا يجوز في الشرع أن يكون هناك من يكفر الناس  ، وينصب من نفسه وصياً وقاضيا ومدعي عام ومنفذ للحكم ، في نفس الوقت ولا في اي شريعة من الشراع السماوية ، أو القوانين الوضعية  ، ومن يتبنى هذا المعتقد الخطاء بالتأكيد يخالف الدين ، والعقل والعرف والتقاليد والقيم والقوانين والشراع والمبادئ ، فالإنسان العاقل هو الذي يكون تفكيره معتمدا على الحجة والبرهان والعلم والمعرفة بعيداً الخرافة وأصحاب التفكير عقلاني لا يتعارض تفكيرهم مع الشريعة الإسلامية المستمدة من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة . وان التفكير العقلاني يبعد الإنسان عن الأفكار المشوشة والتي يتبناها بعض الأشخاص الذين عميت عيونهم وانحرفوا في تفكيرهم وتشوهت عقولهم ،وعشقوا القتل والدم ويتلذذون بعذاب الآخرين واصبحوا يعشون في جحورهم بعيدين عن الإنسانية وعن الدين حيث انهم غلفوا تفكيرهم واصبحوا يفكرون بعقول غيرهم مبررين لنفسهم مشروعية أعمالهم الشنيعة البعيدة عن الدين وان القيم والمروءة والإنسانية وعن أخلاق العرب من الشجاعة والمحبة والمودة والإيثار .
وان الفلسفات المادية كانت نتاج نشاط عقلي مبني على التفكير المنظم وتأمل والاتساق في التفكير الإنساني حتى تحقق سعادة للنفس البشرية من فلسفة مثالية أو طبيعية اوواقعية وبرجماتية ومادية وفلسفة وجودية حتى جاءت فلسفة الرحمة المستمدة من الفلسفة التربوية الإسلامية التي تعتبر منظومة متكاملة من الفلسفات التي عجزة عنها عقول البشر فهي مستمدة كتاب الله الكريم الذي أنزله رب العباد رحمة للعالمين حتى  تخدم البشرية وتحقق لهم فلسفة حياة تبحث عن سعادة الإنسان في الدارين في الدنيا والآخرة .
وان هذه الفلسفة مبنية على أساس احترام الإنسان ومحاورة الأديان السماوية وتحقيق المساواة وتطبيق العدالة بين الناس والإعلاء من شان العقل والحث على العلم والعمل والتفكير واحترام الرأي والرأي الآخر فلسفة ديمقراطية بحق "وأمرهم شورى بينهم " فلسفة تحترم الإنسان وجعلت خليفة الله في الأرض وتستوعب الأخر دون أن تلغي وجوده فلسفة مستمدة من تفسير الآية الكريمة" يأبها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلنكم  شعوباً وإقبال لتتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم " أي أن فلسفة الرحمة المبدأ الأساسي فيها هو التقوى والتعارف ألان الشعوب بدون تعارف بعيدة عن الرحمة والمودة .
وان الفكر التكفيري المنحرف الذي يجعل المتطرفون والمحبطون والمصابون بالتشوه في نفسيا تهم يعتقدون انهم على حق وانهم الوصايا على الأمة الإسلامية ، وجميع الناس في نظرهم كفرة بعيدين عن الدين ، في الحقيقة آن الدين بريء من هؤلاء ، فالدين الإسلامي دين رحمة وجمال وأخلاق دين محبة وإخلاص دين تسامح وتعاون وتكافل وعدالة وشجاعة وأقدام دين يسر وبساطة وصراحة ووضوح دين محبة وصلة رحم بعيدا عن الفلسفات المادية المقيتة من وجودية وفوضوية وبرجماتية مادية نفعية التي تلغي الإنسان وتجعل الغاية تبرر الوسيلة .
جاءت فلسفة الرحمة فلسفة المستمدة من الفلسفة التربوية الإسلامية والتي تحمل مبادئ الوسطية والاعتدال والاتزان والمحبة فلسفتاً شعارها الوسط وعدم المغالاة والمبالغة حيث أن المغالاة تقود الإنسان إلى التطرف والانحياز مع الميل إلى تجميد وتعطيل العقل وتغليب العاطفة على العقل في أي عمل يقوم به.   بينما فلسفة الدين الإسلامي الذي عالجت جميع الثغرات التي طهرت في جميع الفلسفات الوضعية ، فهي فلسفة رحمة وتسامح قال تعالى في محكم كتابه العزيز " ولو كنت فضاً غليظ القلب لنفضوا من حولك "وقال تعالى معاتباً سيد البشرية في احترام الأخر وعدم الحكم عليه من خلال مظهره الخارجي فإن احترام الإنسانية واجب على جميع المسلمين قال تعالى "عبس وتولى آن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى ".
والحمد لله الذي جعل من دينه فلسفة حياة تجعل من يعتنقه يصبح أنسانا صالحاً في أي مكان يعيش فيه إنسانا رحوماً محباً للغير بعيداً عن القتل والدم والتدمير والتكفير إنسانا مبادر إلى التعرف على الآخرين محبا للحياة ، أمرا بالمعروف ناهياً عن المنكر . ،

                   الدكتور عبد الكريم علي اليماني  

بحث هذه المدونة الإلكترونية

العربية نت

وما نيل المطالب بالتمنى ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا